لقد احاطت بك الضباع من كل جانب ، لتاسرك ايها الاسد الهصور ، صديقي الشهيد "يسلم صالح سعيد بن حبتور" ، وتضعك في صندوق حديدي مظلم ظلامه كظلام وحشات القبور في ليالي الحنادس ، ومن ثم حضرت كل اوباش الضباع لتنتقم منك ، بكل خستها ودناءتها المعهودة ، لتنتزع الاباء والكبرياء والشجاعة التي تشع من بين عينيك ، كسناء البرق الذي لا ينقطع ابدا وميضه ولن ينقطع ، لكن تلك الضباع الدنيئة العقورة ، وزباءنها من الثعالب والكلاب البرية المسعورة ، عندما يأست من انتزاع الأباء والشجاعة والكبرياء منك ، عمدت إلى قتلك غيلة ، لتغطي على جرائمها اللاإنسانية واللااخلاقية التي مارستها ضدك ، والتي هي عبارة عن أساليب التعذيب الجسدي والنفسي والأخلاقي .
فرحلت عنا يا صديقي بعد إن هزمت هذه الاوباش من الضباع الدنيئة والثعالب الماكرة والكلاب البرية المسعورة ، إنسانيا ونفسيا واخلاقيا وعريتها أمام الجميع لتبدو كما هي على حقيقتها .
لقد رحلت يا صديقي الأسد الهصور الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور ، بعد إن زرعت الورود والأزهار في كل أرض الجنوب ، لتظل تنمو دائما وابدا ، انك لم ترحل يا صديقي إلا بعد إن صفعت تلك الحيوانات الدنيئة المقززة على وجيهها ، ولم ترحل إلا بعد إن بصقت على تلك الوجوه الكالحة للمتخاذلين والسماسرة ، الذين يرتادون الحانات والمواخير لبيع أنفسهم وشعبهم ووطنهم في أسواق العهر والدعارة الإقليمية والدولية .
لقد رحلت يا صديقي الأسد الهصور الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور ، بعد إن كتبت خاتمة لقصتك اغاضت كل تلك الحيوانات الدنيئة ، وكل تلك الوجوه الكالحة اللئيمة ، كم إنت ماهرا يا صديقي عندما وضعت علامة السؤال وعلامة التعجب والنقطة الأخيرة في الجملة الأخيرة من الفصل الاخير من قصتك ، لم تمد يدك لأحد يا صديقي من أجل المساعدة ، بل مددت قدميك في وجيه الجميع ، وبدأت تضحك الضحكة الأزلية ، ثم افردت جناحيك لتسمو في سماءك الصافية الزرقاء ، بكل حرية ، كأحد طيور الغرانيق المهاجرة إلى الجنة ، لن اقول وداعا ايها الأسد الهصور صديقي الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور ، يا من زلزلت القلوب من أجل الجنوب ، وارويت حقول نبض الحياة فيه من دماءك الزكية الطاهرة .
لن أقول لك وداعا ياصديقي الاسد الهصور الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور ، لأني لا زلت أراك نجما يتألق في سماء الجنوب ، لن يغيب عن ناظري أبدا ، وناظر كل جنوبي وطني حر شريف .
المجد والخلود لك أيهاالاسد الهصور صديقي الشهيد يسلم صالح سعيد بن حبتور .