سياسي وإعلامي مغاربي : السعودية تتحمل عبء تفعيل اتفاق الرياض

2019-12-07 02:44
سياسي وإعلامي مغاربي : السعودية تتحمل عبء تفعيل اتفاق الرياض
شبوه برس خـاص - الدار البيضاء

 

قال السياسي والإعلامي "الأكاديمي العربي" توفيق جزوليت، أن السعودية تتحمل عبء تفعيل اتفاق الرياض بحذافيره بعد فشلها في حسم المعارك لصالح الشرعية.

 

وأشار جزوليت إلى أن معضلة السعودية تتجلى في علاقتها مع الشرعية التي دعمتها على جميع الأصعدة، لمدة لا تقل عن خمس سنوات.

 

وأوضح جزوليت في منشور على فيسبوك أن الشرعية بتركيبتها الأيديولوجية المتباينة، واتساع رقعة الصراعات المناطقية داخل أجهزتها، إضافة إلى انتشار الميليشيات المسلحة التي نجحت في فترة قياسية في تعزيز موقعها داخل مؤسسات الشرعية، ناهيك عن انتهاك سافر لحقوق الإنسان في حق الجنوبيين مارسته تلك الشرعية بشكل ممنهج بمساهمة مباشرة من الإصلاح والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معها.

 

وقال إن "اتفاق الرياض الذي لا تزال حكومة الشرعية ماضية في انتهاك بنوده، وضع السعودية أمام أخطر تحد تواجهه منذ اندلاع الأزمة في اليمن واستيلاء الحوثي على السلطة السياسية والعسكرية في صنعاء، في المقابل أدى اتفاق الرياض إلى خلق ديناميكية جديدة وإيجابية في بعدها الإقليمي والدولي لفائدة الشعب الجنوبي وقيادته المتمثلة في المجلس الانتقالي"، مشيراً إلى مضمون التقرير الذي قدمه المندوب الأممي، مارتن جريفثس، إلى مجلس الأمن وقال: "لعله يؤكد هذا المنحى، إذ اعتبر بصريح العبارة أن اتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي يمهد لحل سياسي في اليمن".

 

وأكد الأكاديمي في جامعة محمد الخامس جزوليت أن منطق السياسة ذا البعد الإستراتيجي، للحفاظ على مصالح أمن دول الخليج، وإنهاء حالة الحرب واللاحرب في اليمن بشكل عام وإعادة الاعتبار إلى الشعب الجنوبي الذي عانى منذ نهاية حرب 1994 الظالمة مرارة المؤامرات الواحدة تلو الأخرى يتطلب موقفاً سعودياً حازماً وحاسماً، إذ أن الشرعية رغم توقيعها على اتفاق الرياض مصرة على عدم تفعيل الاتفاق، ولا شك أن هذا العناد الممنهج هو تحدٍّ في المقام الأول للسعودية، ثم للمنتظم الدولي، كما أنه يؤكد بفعل الملموس أن الشرعية فقدت شرعيتها.

 

وعن مرحلة ما بعد اتفاق الرياض، قال جزوليت إن الانتقالي مطالب بتقوية الجبهة الداخلية، وأضاف: "حسب معرفتي قادم على مرحلة توسيع واستيعاب الجميع، لمواجهة المؤامرات التي تحاك من قِبل الشرعية والإصلاح على السواء. كما يجب الاستعداد لكل الاحتمالات على الرغم من أن المتغيرات الإقليمية والدولية تميل إلى إعطاء الجنوب استقلالاً لم تتضح معالمه، قد يكون حكماً ذاتياً في بداية المطاف، وفي مرحلة لاحقة الإعلان عن استقلال الجنوب العربي".

 

وختم جزوليت منشوره : "كما رفع العلم الجنوبي على سارية الأمم المتحدة في 30 نوفمبر 1967، سيعود ليرتفع مجدداً، لأن فك الارتباط والاستقلال أصبحا حتمية تاريخية.