أصبحت الوحدة اليمنية والحديث عن السيادة مجرد شماعة للفاسدين والانتهازيين، للحفاظ على مناصبهم ومصالحهم، مستغلين انتهازية حزب الاصلاح وانصاره ورغبته الشديدة في الوصل الى السلطة بأي ثمن .
حالات كثيرة وعديدة لمسؤولين فاسدين وفاشلين اثبتت السنوات الماضية عجزهم عن تحقيق اي انتصار يذكر، عندما يشعرون ان مصالحهم تتعرض للخطر يلجأون لأستخدام التحريض المناطقي سوء بين أبناء الجنوب انفسهم او بين ابناء الجنوب والشمال لكسب فئات معينة في المجتمع بهدف الحفاظ على مصالحهم .
لا نذهب بعيد هناك نماذج لهذه العينة أبرزهم صالح الجبواني عندما لم يحصل على منصب في عهد عفاش بعد محاولاته المستمرة كان أكبر انفصالي ويسخر من اليمن ((الشمال)) وشعبه ومداخلاته على القنوات تشهد .
وعقب سيطرة الحوثي على صنعاء اعلن مبايعته لعبدالملك الحوثي وسخر من هادي طمعاً في الحصول على المنصب .
وقبل ذلك عندما كان في عدن وقبل طرده منها، لجأ الى استخدام التحريض المناطقي بين أبناء الجنوب واشعال فتنة مناطقية ليحافظ على منصبة ومصالحه ولا يهمه دماء أبناء الجنوب بالمطلق .
وعند تدخل التحالف وشعر ان الحوثي سيهزم ولا سيما بعد تحرير عدن هاجم الجنوب والامارات لأنها اقصر الطريق للوصول الى قلب هادي وأولاده، ليتم تعيينه وزير في احد اهم الوزارات وعبث فيها طوال ثلاث سنوات ولم يحقق شي .
وعندما شعر انه خارج المشهد السياسي عاد ليتحدث عن الوحدة اليمنية والتمسك بها طمعاً للبقاء في منصبة لأنه يدرك ان هذا الطريق هو الأقرب ليحافظ على نفوذه وفساده .
وايضاً وزير الداخلية أحمد الميسري لا يختلف كثيراً عن الجبواني، عندما كان موالي لعفاش وعلى رأس محافظة أبين قتل وبطش وارتكب مجازر في ابين وبأسم الدفاع عن الوحدة حفاظاً على منصبه وليس حباً في الوحدة مثل ما يدعي، حتى انه نفذ اجندة عفاش للنيل من ثورة الشباب والحراك الجنوبي بتسليم عاصمة المحافظة للقاعدة وكلنا يعلم تفاصيل ما حدث وقتها .
وعندما تم طرد هادي من صنعاء وشعر انه يفقد مصالحه تحدث بأسم الانفصال وحرب الشمال وطرد كل ما هو شمالي من الجنوب، ودعا لتشكيل مقاومة لطرد القوات الشمالية من الجنوبـ، بل طالب بطرد كل الشماليين من الجنوب .
وعندما شعر انه خارج اللعبة بعد ثلاث سنوات من فساد كبير لم يحدث حتى في عهد عفاش رجع مرة اخرى يتمسك بالوحدة لأنه يدرك ان هناك خجفان سيصنعون منه بطلاً اسطورياً وهو في الحقيقة بطل من ورق وفاسد يجب تقديمه للمحاكمة مثله مثل الجبواني بتهم الفساد والعبث بالمال العام وادخال المحافظات المحررة في حروب وصراعات لتحقيق اهداف شخصية .
ومثله مثل الجبواني عندما كان على رأس وزارة الداخلية في عدن، استخدم الورقة المناطقية الجنوبية لضرب أبناء المحافظات الجنوبية ببعضهم، ودعم ذلك على الواقع وكل ذلك ليس من اجل الوحدة ولا الشرعية ولا الرئيس هادي ولكن لتبقى مصالحه ونفوذه ويستمر بالعبث بأموال الدولة لا سيما ونحن في فترة لا يوجد فيها رقابة ومحاسبة .
المؤسف جداً، ان الطبقة المثقفة في الشمال تصنع من هؤلاء ابطال وهم مجرد انتهازيين متسلقين يسعون للحفاظ على مصالحهم الكبيرة التي بنوها خلال السنوات الماضية بأي ثمن وان كان على حساب أرضهم وشعبهم والقضية العادلة التي تحدث الجميع عنها وهي قضية الجنوب .
لهؤلاء نقول من يصنع السلام في الجنوب هم الصامدون على أرضهم الذين هم على موقف واحد ويريدون حل عادل لقضيتهم ليعيش الشمال والجنوب بسلام، بعيداً عن الفساد والانتهازية والكذب.
واخيراً نقول لهؤلاء من مثقفي اليمن لن يحافظ لكم الميسري والجبواني على الوحدة، بل سيتم تدمير ما تم انجازه من تقارب خلال السنوات الماضية في الساحل الغربي حيث بات الجنوبي والشمالي يقاتلون معاً ضد الحوثي، بالاضافة الى ما تم الاتفاق والتفاهم عليه في حوار الرياض لتوحيد الصف اليمني ضد الحوثي في هذه المرحلة .
ونذكر هؤلاء ان عفاش بكل قوته وجبروته ومن بعده الحوثي فشلوا في فرض امر واقع يحافظ على الوحدة، ومن المستحيل ان يفرض الجبواني او الميسري الوحدة بالقوة، بل سيدمرون ما تحقق من تقارب وسيدفع الشمال الثمن ولسنوات طويلة .
#ياسر_اليافعي