السعودية واليمن من حلم ساد

2019-09-15 14:37

 

قال صلى الله عليه وسلم: "من حَلَم ساد، ومن تفهّم ازداد".

وهذا هو ما تفعله المملكة العربية السعودية وقادتها الكرام في مواقفهم.

ولكن ليس كل من حكم ساد بقوته وطغيانه كما يفعل الحوثي وعصاباته في اليمن فالحلم والسيادة والريادة لها قائمة طويلة من الأخلاق والصفات العربية النبيلة لا تجدها العرب إلا في ملوكها وقادتها العظام و كان العرب  ولا زالوا  يتوسمون  الخير في المملكة العربية السعودية .

بعد الانقلاب الذي نفذته الميليشيات الحوثية في اليمن، وتماديها في العدوان، وانتهاكاتها المتواصلة، وتزايد شرها وخطرها، وعدم استجابتها لأصوات العقلاء، وتهديدها لأمن المنطقة بأسرها، وتهديدها للسلم الدولي، ومع رسالة الرئيس اليمني إلى دول الخليج لطلب حماية اليمن وشعبه، وعدم جدوى الحلول السلمية؛ جاءت عاصفة الحزم

لقد أثبت الواقع ولا يزال أن الفكر الطائفي هو من أخطر ما يهدد السلم الاجتماعي، ومن أكثر العوامل المساعدة على نمو الإرهاب والتطرف وتزايد بؤره ونشاطه، وهو سبب رئيس لنشوب الصراعات والنزاعات، ونشر التعصب والكراهية والأحقاد، ولهذا فليس هناك مناص من التصدي لهذا الفكر الضار.

ورغم ذلك كله لم يقتصر عدوان الحوثي على الشعب اليمني واختطاف  الدولة اليمنية بل رهنت  اليمن أرضا وشعبا للنظام الإيراني الذي جعل منها منصة لإطلاق للعدوان المستمر على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية  بطائراته المسيرة على منشآتها الحيوية ومطاراتها المدنية  ومرافقها الحيوية وكان آخرها استهداف منشآتها النفطية في بقيق بالمنطقة الشرقية يوم أمس.

لقد قيل قديماً: اتقوا غضب الحليم إذا غضب، وقيل أيضا: غضب الحليم لا يُطاق، فإن الحليم لا يزال يبسط جناح اللين والرفق في التعامل مع المشكلات والمعضلات، ويحاول الاحتواء والعلاج بالحسنى ما أمكن، ويُمهل للمسيء لإعطاء الفرصة بعد الفرصة، وقد يتهمه ضعاف النظر والمتعجلون بسبب ذلك بالضعف والتخاذل، وليس ذلك ضعفاً ولا تخاذلاً وإنما حكمة وصبر وتعقُّل وهذا ما تفعله القيادة السعودية .لقد كان العربي في الجاهلية يفتخر بإحسانه إلى جاره، ويعتز بثناء جاره عليه، خصوصاً إذا كان الجار ضعيفا. فيصير بهذه الرابطة قوياً بعد الضعف، وعزيزاً بعد الذلة، وغنياً بعد القلة.وهذا ما تفعله المملكة العربية السعودية مع اليمن ولكن ذلك الإحسان يقابل بالجحود والنكران !!

ويفتخر العربي بكف الأذى عن الجار، حيث يقول شاعرهم

ولا نخذل المولى ولا نرفع العصا  * عليه ولا نزجي إلى الجار عقربا

وقال آخر :

وإذا أصاب الهوانُ جارَهم تألموا لذلك، وعدّوه فاقرة من الفواقر،

وقال الشاعر:

وإنّ هوانَ الجار للجار مؤلمٌ * وفاقرة تأوي إليها الفواقر

وقال الشاعر

اطلب لنفسك جيراناً توافقهم * لا تصلح الدار حتى يصلح الجار

لقد قيل قديماً: اتقوا غضب الحليم إذا غضب، وقيل أيضا: غضب الحليم لا يُطاق، فإن الحليم لا يزال يبسط جناح اللين والرفق في التعامل مع المشكلات والمعضلات، ويحاول الاحتواء والعلاج بالحسنى ما أمكن، ويُمهل للمسيء لإعطاء الفرصة بعد الفرصة، وقد يتهمه ضعاف النظر والمتعجلون بسبب ذلك بالضعف والتخاذل، وليس ذلك ضعفاً ولا تخاذلاً وإنما حكمة وصبر وتعقُّل.

وكان العرب يفاخرون بعضهم بالجوار وقال الشاعر

ولا نخذل المولى ولا نرفع العصا  * عليه ولا نزجي إلى الجار عقربا

وقال آخر: وإنّ هوانَ الجار للجار مؤلمٌ * وفاقرة تأوي إليها الفوقر

اطلب لنفسك جيراناً توافقهم * لا تصلح الدار حتى يصلح الجار

فإذا ابتلي الإنسان بجار سوء يؤذيه فعليه أن لا يرد الإساءة بمثلها، بل يردها بالصبر والعفو، والإحسان وبذل المعروف”.

باع أحد السلف داره بمائة ألف درهم؟ فقال لهم بكم تشترون جوار جاري فلان؟ فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟! قال: ردوا علي داري، وخذوا مالكم، لا أدع جوار رجل إن قعدت سأل عني، وإن رآني رحّب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قرّبني، وإن سألته قضى حاجتي، وإن لم أسأله بدأني، وإن نابتني نائبة فرّج عني. فبلغ ذلك جاره الذي مدحه بهذا الكلام فبعث إليه بمائة ألف درهم!!

فماذا فعلنا نحن بجيراننا الذين تحملوا مصائبنا وكوارثنا طوال أكثر من سبعين عاما؟ وفتحوا بلادهم لنا وصبروا على أذانا وتحملونا عقودا طويلة وبدلا من نرد لهم الجميل لا زلنا نصدر لهم أذانا حتى فاقت أحلامهم الجبال ويعملون ليلا ونهارا لإخراجنا من تبعية المجوس وإعادتنا إلى عروبتنا وانتمائنا التاريخي والحضاري .

وختاما نقول :

الكبار وحدهم  ملوك الجزيرة العربية وهم الذين يتحملون جيرانهم  من أجل هدف أسمى ... "هو إصلاحهم".

الكبار وحدهم هم الذين لا يعادون أحداً انتقاماً لأشخاصهم

الكبار وحدهم هم الذين تكون أعمالهم  بناء وعطاء

الكبار وحدهم هم من  يدفع  ضريبة إصلاح الناس

الكبار وحدهم من يتحملون أذى الجار ولو جار

الكبار وحدهم هم الذين لا يعرف العامة  تضحياتهم .

" النبل والعطاء  أجمـــل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين"..

وأخيرا أقول لأهل اليمن : هل مَاتَت القَلْوب و ذَهَبَتِ الرًحمَة،؟؟!!

وَهل  مَاتَت  العقول وذَهَبَتِ الحكْمَة؟؟!!

وصدق من قال : إذَا مَاتَت  الضًمائر ; ذَهبَ كُلُ شَيء!!

د. علوي عمر بن فريد