إن أول شيء يجب فعله لتجاوز الحرب والخروج من دائرة الشر هو الاعتراف بوجودها ، فكيف لأهل اليمن تجاوز تلك المأساة ونحن ما زلنا ندعي أننا جزء من خير أمة أخرجت للناس؟
وأننا حصرا أهل الحكمة والإيمان ؟؟!!وأننا أصل العرب وو وو الخ بينما الواقع يقول :
أننا شعب يعيش حالة من الضياع والأحقاد والثارات وكل فئة ترفع شعاراتها وهي تعرف أنه لا يمكن تجاوز ما نحن فيه إلا بتغيير جذري لمفاهيم ومعتقدات كانت وما زالت تشكل ترسبات في العقل اليمني ؟؟!!.
نحن شعب لا تتقن نخبه سوى فن الفساد والنهب والقمع،إلا من رحم ربي ،حتى أعلامنا سرقوها من الخارج ورفعوها وهي لا تمثل شيئا من تاريخنا ولا تراثنا وثقافتنا ،رموزها الدم والنجوم الحمراء ومثلثات زرقاء وبعضها تحمل شعارات حمراء وعصائب سوداء إيرانية ولا زال شعبنا يرفعها حتى اليوم تجمعه الطبول ويساق كالأغنام ، وتفرقه قنابل الدخان ، شعب يدفع الكثير مقابل الحصول على لا شيء وهو يموت!!.
حروب ودماء على مرِّ السنين، جعلت منا شعب تخاف منه الأمم، شعب تسعى كل أمم الأرض أن تغلق حدودها في وجهه، أصبح مجرد مصدر للخراب والمشاكل
هل ما زالت هناك قيمة لشعبنا بين الشعوب الأخرى ؟؟!!
بلادنا أصبحت مجرد مزرعة كبيرة لها سدنة وحراس وتحتوي على جل خيرات الأرض دون أن يصل شعبها ولو اليسير من خيراتها أرض غنية بالثروات الطبيعية يعيش شعبها في الفقر والجوع والجهل والمرض، وكلنا يعلم أن الخلل ليس في الأرض، بل في من هم فوق الأرض. المشكلة فينا نحن !!
فشلنا في الوحدة وفشلنا في بناء دولة وأصبحنا أدوات وبيادق نقتل بعضنا البعض ونسرق بعض وكان الأجدر أن يعود كل منا إلى حدوده التاريخية ونتعايش وفقا لمصالحنا المشتركة .
وخير دليل على أن حالنا من صنع أيدينا هو حال بعض الدول التي كانت أقل شأنا منا رغم فقر مواردها تعيش اليوم في حالة يمكن أن نطلق عليها أنها من خير الأمم التي سبقت عصرها: تركيا، ماليزيا، سنغافورة نيوزيلندا رواندا !!
أمثلة فقط لما يمكن للعقل المسلم أن ينجزه.ولم يعد مستحيلا حتى في أمتنا العربية..
نحن لسنا خير الشعوب ولا الأمة التي أخرجت للناس كما يفترض أن نكون ، ولن نكون كذلك قريباً، بعد أن ضاعت منا الحكمة والإيمان وتحولنا إلى أشرار لكن من الممكن أن نكون من خيرها، إن نحن قاتلنا فكرنا الراكد، إن استخدمنا عقولنا بشكل يجعلها تخدم مستقبلنا، إن حطَّمنا أصناماً كانت وما زالت تعيش على جهلنا وتقتات على ضعفنا الفكري، لا خوف علينا من التفكير الحر المستقل، فهو طريقنا الوحيد لفهم واقعنا ومحاولة إيجاد حلول واقعية لمشاكلنا..
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
هل نحن جزء من خير أمة أخرجت للناس ؟؟
خير أمة هي تلك الفئة التي أخرجت من ديارها؛ وليس من خرجت لدنيا تصيبها، فالمهاجرون قسمين وفق النص وليسو مثلنا نذبح ونسرق بعضنا .
وخير أمة هي من تأمر بالمعروف الأكبر المعروف قرآنيا؛ وتنهى عن المنكر الأكبر المعروف قرآنيا؛ وتؤمن بالله الإيمان الموصوف قرآنيا
خير أمة بشروط الخيرية، فالله لا يزيد ولا يعبث، وكل كلمة يقولها فهو يريدها حقا، بل كل حرف،.
إذن؛ فالشيطان قد ركب ظهور الوعاظ والقصاص، فأشبعنا مدحا وغرورا بأننا كلنا خير الأمم؛ الشيطان كان يعرف نفسياتنا جيدا
أذكروا لي أمة ساعدت عدوها على محاولة غزو كعبتها
وهدم (معبدها) غير هذه الأمة؟
أمة لعنت أفضلها على المنابر غير هذه الأمة؟"""
أمة تتقاتل من أربعة عشر قرنا غير هذه الأمة؟"""
أمة استباحت حرم نبيها غير هذه الأمة؟""""
أذكروا لي أمة أنتجت مثل الحجاج ويزيد ومسرف بن عقبة ومروان وعبد الملك والوليد والمنصور والسفاح والمتوكل..والقائمة طويلة للقتلة والمجرمين منهم سيحشرون مع فرعون ومنهم طواغيت العصر أحياء وأمواتا الذين دمروا شعوبهم و يوقد عليهم في نار جهنم لما فعلوا من منكرات في الأمة ؟
أمة تفتري على الله كذبا ليل نهار؛ وعلى صهوات المنابر مثل هذه؟
أذكروا لي أمة تكره الحقيقة وتحاربها ومنقسمة على نفسها وما زالت تجلد أجسادها بالسيوف والسلاسل والجنازير و تعاقب نفسها.. وتنادي يا لثارات الحسين مثل هذه الأمة؟
أذكروا لي أمة ذبحت أبناءها وقطعتهم في الأرض مثل هذه الأمة؟
والمأساة الماثلة أمامنا ؛ أن الأمة من العهد الأموي على الأقل تحولت إلى شر الأمم؛ وما زلنا إلى اليوم شر الأمم؛ وأكثرها تخلفا وأعظمها كبرا بهذا التخلف!!
د.علوي عمر بن فريد