أزمة الشرعية ومأزق التحالف العربي! (4)

2019-05-27 18:08

 

لا يمكن أن نتناول هذه القضية المعقدة دون الإشارة إلى أن ثبات الجماعة الانقلابية واستبسالها في مواجهة قوات دول التحالف المؤيد للشرعية، لا يعود إلى تقصير من قبل قوات التحالف ولا إلى تفوق الجماعة الانقلابية، لا سياسياً ولا عملياتياً ولا أخلاقياً ولا حتى مادياً ولكن السبب الرئيسي لهذا الثبات والتفوق وذلك الاستبسال والصمود يعود إلى سوء أداء التحالف المؤيد للشرعية من السياسيين والعسكريين اليمنيين الذين أصابهم الترهل والخمول والشيخوخة الذهنية والجسدية، فأصبحو مجرد عبئٍ ثقيلٍ على الشعب اليمني وعلى لتحالف العربي في آنٍ واحد.

فبعد كل هذه السنوات من القصف والقتال والدمار والخسائر التي ألحقت بالطرف الانقلابي أولاً وبالشعب اليمني ثانيا وبدول التحالف ثالثاً، بينما الطرف الوحيد الذي لم يخسر شيئا هو تحالف الشرعية الذي يحيط بالرئيس كإحاطة السوار بالمعصم لم تستطع القوات الشرعية تحقيق أي تقدم باتجاه استعادة العاصمة، أو على الأقل إنهاك الجماعة الانقلابية وإجبارها على تقديم التنازلات التي تحقق أهداف التحالف العربي.

ومن هنا يمكن التوقع أن دول التحالف العربي قد تعلمت الدرس الأهم في هذه المعركة الجدية والملتبسة، وهو أن رهانها على الفاشلين والمتلونين والمتسترين وتجار الحرب وعديمي المسؤولية ممن يدعون أنهم يناصرون الشرعية والتحالف العربي، هو السبب في توقف الـ"جيش الشرعي" عند فرضة نهم، وعجزه عن التقدم عشرة أمتار باتجاه صنعاء، وهو يمتلك مئات الآلاف من العسكريين ومعهم ملايين المتطوعين، ويمتلكون عتادا عسكريا يكفي عشرات الجيوش، بينما حرر الجنوبيون أكثر من ثلاثمائة ألف كيلو متراً مربعاً في ثلاثة أشهر اعتمد في معاركها أغلب المقاومين على السلاح الشخصي الخفيف، وهو أمرٌ لا يقلل من دعم دول التحالف الشقيقة التي تدعم الجيش الشرعي منذ خمس سنواتأضعاف ما قدمته للمقاومة الجنوبية، كل هذا يقتضي التخلص من هذا العبء الثقيل الذي لا خفف من نفقات المواجهة ولا ساهم في هزيمة المشروع الإيراني ولا ترك الرئيس الشرعي يتخذ القرارات الحاسمة التي تنسجم مع أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ولا توقف أنصاره وأشياعه عن التحريض ضد التحالف العربي وتهييج الشارع اليمني ضد جهوده ومساعيه.

وإذا ما تذكرنا أن عدداً من الأخطاء التي جرت في بعض عمليات قوات التحالف (مثل حادثة صالة العزاء الشهيرة في الثامن من أكتوبر العام 2016م) قد جاءت نتيجة لتزويد قوات التحالف بإحداثيات مغلوطة كانت وما تزال قيادات الجيش "الشرعي " هي من قدمته وما تزال تقدمها ، لأدركنا حجم المأزق الذي تتسبب به تلك القوى المحسوبة على الشرعية للأشقاء في دول التحالف.