.. تزخر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاكترونية بسيول من الغثاء والزبد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع كتبه اشخاص دون معرفة ولا وعي .. ولكنه يبعث الأحقاد ويأجج الخلاف ويحفز على الفرقة وينشر الفوضى في المجتمع ويصب الزيت على نار الخلافات .
إبن رشد احد المفكرين الحكماء يقول : لو سكت من لايعرف لقل الخلاف! لأن معظم الخلافات سببها كلام من لايعرف .. ولا يخفى على احد ما تحويه بعض مواقع التواصل من هراء وسخف يثير الإشمئزاز عند قراءته , مصدره ذلك الصنف من الناس (الذي لا يعرف!) .
في مجتمعنا للأسف يوجد مناخ مناسب وارض خصبة للإشاعة وانتشارها لا يوجد عند المجتمعات الأخرى , تراها تنتقل كالنار في الهشيم والناقل لا يعرف ضرر ما نقل مثله كمثل الحمار يحمل اسفارا .
يجب على الجميع الحذر من الخوض في ما لايعرفون وتجنب نشر الاشاعات والترويج للأكاذيب بالنسخ واللصق لأن هذا منكر نهى عنه الشرع وقد ورد في حديث طويل رواه الصحابي الجليل معاذ بن جبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ان قال :
{{ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ فقلت بلى يارسول اللهِ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا . قلت يانبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال ثكلتك أمك وهل يكب الناس على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟.}}
هكذا ورد التحذير في الشرع من حصائد الألسنة .
وفي امثال العرب يقولون : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب . ولو بحثنا عن معظم مشاكل المجتمع لوجدنا إن سببها كلمة قيلت في مقيل او مجلس او في الشارع لايقلى لها التكلم بال ولكنها تثير الإحن وتبعث الأحقاد , او منشور في موقع تواصل تناقله الأغبياء دون وعي او معرفة بضرره .
وكم من انسان تكلم بكلمة او كتب منشورا تسبب في مشكلة أدت الى إراقة الدماء او تفرق اخوة او تشتيت شمل جماعة او قبيلة بل قد يصل الى الضرر بالمجتمع كله عندئذ لا يفيد الندم ولا قول ( والله لم اقصد فتنة) .
فالكلام دون معرفة منهي عنه شرعا وعرفا واخلاقا , فإن كنت لا تعرف اسأل واستفسر حتى تعلم قبل ان تتكلم . فإن رأيت خيرا فقل وان رأيت خلاف ذلك فاصمت.
قال اسماعيل بن سويد:
الصمت زين والسكوت سلامة .. فإذا نطقت فلا تكن مكثارا .
وإذا ندمت على سكوتي مرة .. فلقد ندمت على الكلام مرار .
رمضان كريم تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والاقلاع عن فضول الكلام .
والسلام
عبدالله سعيد القروة
23/5/2019