إن ما يجري اليوم من انتهاكات لحقوق الإنسان اليمني خاصة في صنعاء على أيدي مليشيات الحوثي حيث أوصلت المدينة إلى حافة المجاعة كذلك الحال ما تقوم به عصابات الإصلاح من عقاب جماعي لسكان مدينة تعز من حصار وتجويع وحرق للمساكن واغتيالات وتنكيل لمن تشك في ولاءه لها أو الخروج عن مسارها وأجندتها في اليمن !!
و المختطفون باختلاف توجهاتهم ، هدفهم الأساسي هو اختطاف الأوطان، ونسف كل ما يخدم المواطنة الصادقة ومن وسائل المختطفين للوصول إلى غايتهم، يعتمدون على تشويه المفاهيم الدينية واستغلال الخطاب الديني واختطاف الأجيال والمواهب وكذلك اختطاف وسائل الإعلام!!.
لماذا يجف المداد ويخون الأسلوب كل كاتب لبيب يريد أن يسبر أغوار هذا الوطن ؟ ثم لا يخط في نهاية المطاف إلا خيبات آمال تكسوها الآلام وتلفها في دوائر من اليأس هموم تسقى من وحل واقع مرير يأبى صانعوه إلا أن يحقنوه بكل ما يمت إلى المرارة بصلة؟؟؟
لماذا كلما نظرنا إلى هذا الوطن المليء بخيرات لا تعد ولا تحصى إلا وارتد إلينا البصر حسيرا ؟!!
من هول ما يكنزه هذا الواقع من مفارقات وتناقضات ومضادات يستحيل العيش فيها أو التعايش معها، ويصبح التفاؤل معها ضربا من الجنون، ويمسي الحلم بينها كابوسا يقض مضاجع الفارين من عالم الحقيقة والمكتوين بنيرانه، ويؤرق بال الباحثين عن لحظة راحة؟؟؟
اختُطفت أوطان من قِبَل مليشيات وأحزاب لا يهمها أمن واستقرار أوطانها، بل ينظرون إلى الأوطان على أنها كعكة لا بد من التهامها بالكامل؟!
كما يحدث اليوم في اليمن من قبل مليشيات الحوثي التي اختطفت اليمن في ظل تآمر واتفاق واضح بين الأطراف المتصارعة على النفوذ وهي بكل مكر وصلافة تتبادل المصالح والمنافع فيما بينها ليس لها همّ إلاّ تحقيق مكاسب شخصية والبحث عن الكراسي بعيدًا عن مصالح الوطن العليا؟!
مثال جسّده الفنان القدير لطفي أبوشناق الذي يحلم أن يكون له وطن آمن مستقر؟! فغنَّى وبكى على بلده تونس التي مزّقتها تناحر الأحزاب والجماعات التي كانت تنادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وعندما احتلت الكراسي انتهكت ما كانت تنادي به. انظروا ماذا يقول لطفي أبوشناق اقتباسًا؟!
قال:"أنا حلمي بس كلمة أن يظل عندي وطن، لا حروب ولا خراب، لا مصائب ولا محن، خذوا المناصب والمكاسب لكن خلوا لي الوطن". كم أنت رائع يا أبوشناق عندما غنّيت لوطنك، وبكيت بمرارة على ما يحدث في بلدك من فوضى وانفلات أمني واغتيالات؟! وصدقني أنك كنت تغني ليس لتونس وحدها بل لكل الأوطان العربية المختطفة والمسلوبة من أبنائها مع الأسف الشديد!!
والأفظع منه ما يجري اليوم في اليمن من
فوضى وانفلات أمني وتناحر مليشيات وأفراد وعصابات وخاصة في عدن ومن ذلك التعدي على الأراضي الخاصة والعامة وأعمال القتل حتى أصبحت عدن مثل شيكاغو في القرن التاسع عشر !!
والتاريخ علّمنا الكثير من الدروس والعبر ولكن من يعتبر ومن يتعظ مما يجري أن التناحر بين عصابات خارج القانون وأحيانا تتدثر بالقانون وبالمناطقية والقبلية حينا آخر وغيرها لا ينتج عنه إلاّ قتل وخراب ديار، وأحقاد وانتقام مستمر لا ينتهي.
كنا نحلم بعد استقلال الجنوب عام 1967م بوطن المستقبل الذي يتسع لكل أبنائه وهو حلم تشكل على مدى أعوام من الكفاح والنضال لبناء جنوب جديد يتساوى فيه المواطن في الحقوق والحريات لكن خابت آمالنا ثلاث مرات : الأولى عندما استولى فصيل جنوبي " الجبهة القومية " واختزل الجنوب العربي تحت مسمى "الجنوب اليمني " و تحت شعار "كل الشعب قومية " وهيمن على السلطة وبدلا من المصالحة مع المكونات الجنوبية دمر نفسه في حروب عبثية تحت مسمى نظريات وتجارب مستوردة فشلت عند محاولة تطبيقها منذ الوهلة الأولى !!
ثم قام بتصفيات شملت هامات الجنوب وقواه الحية ثم انقسم على نفسه في اغتيالات وحروب عبثية كان آخرها حرب 13 يناير ودمر الحزب نفسه بنفسه ، ثم ذهب إلى صنعاء وأقام وحدة ارتجالية ولكن مع نظام عشائري عنصري وكانت النيات والأهداف متعارضة
وقام نظام الهالك " صالح " بغزو الجنوب عام 1994م ودمره وأهله حتى أصبح الشقيق غازيا ومحتلا !!
ونهب خيراته وحكمه بالحديد والنار ثم تحالف مع عدوه بالأمس " الحوثي " وشريكه حتى أوصله إلى صنعاء ثم قاما معا بغزو الجنوب عام 2015م ..ولكن بمساعدة التحالف العربي تم طردهما من الجنوب .. ثم انقلب السحر على الساحر ولدغته مليشيات الحوثي لدغة الموت ولم تكرمه حتى بالدفن حيث كرامة الميت دفنه في الإسلام !!
واليوم تحاول مليشيات الحوثي اختطاف اليمن الحلم وتوزيعه في معتقلاتها الضيقة ذات الغرف المظلمة علها تسترق ولو لعام فقط سلطة القمع وجبروت وهم التميز الذي تحاول استجلابه عبثا من دفاترها القديمة بعد أن حصلت على الدعم والمباركة طيلة سنوات حشدها من "قم" من قبل نظام العمائم السوداء التي اختطفت سابقا كلا من :العراق وسوريا ولبنان وتسعى منذ أربع سنوات لاختطاف اليمن .
لماذا يا وطني اقتصادك ريع بالفساد؟
يمور ويموج، عليه علية القوم تجمعوا، وبالنسب واللقب والكنية فوقه تربعوا، وعلى نهش ما تبقى من جسده العليل أجمعوا، فعشرة في المائة أو أقل من ذلك بكثير يملكون ما فوق الأرض وما تحتها ويتحكمون فيما تحويه البحار وأعماقها،والصحاري وغازها ونفطها ؟؟!!
أناس فوق القانون شعارهم “ما في الأرض وما تحتها لنا، وما في السماء لنا نصفه”، والبقية الباقية من المائة شعب فقير يحرم عليه التقاط الفرص أو امتلاكها، ويردع إن هو فكر في يوم من الأيام أن يكون له حظ من الفتات المتساقط من على موائد “اللئام؟؟؟
لماذا يا وطني أبقوك وحيدا في غربتك بين الأوطان، سرقوك وما زالوا يسرقون وما شبعوا، جلدوك وفي كل شبر فيك شيدوا لبنيك سجونا ومعتقلات ومخافر وما زالوا يبنون، ظلموك وبالظلم هم مشوا فيك والظلم يا وطنا نحبه ويزدرينا ظلمات بعضها فوق بعض لو يعلمون؟؟؟
د.علوي عمر بن فريد