✅ الفيدرالية شكل حكم دولي لم يصنعها فلان او فلان قد تاتي لحل قضية استعصت ، فتنسب للشخص ان نجحت في بلده ، لكن فيدرالية الرئيس ناصر او مشروعه كما يحلو للبعض تسويقه بين حين وآخر وابرازها وكأنها " الفانوس السحري " ، فحالها من النجاح كحال بدوية اسمها " جلجله " انجبت ولد وتركته وسط مخيم البدو " ساكنهم " وقالت لهم : " جلجله جابت ولد ، وانتوا يا آل فلان ربوه ولا خلوه "!!!
المبادرة طرحت في مؤتمر القاهرة قبل قرابة عقد جاءت بعدها متغيرات زلزالية ، ورغم ذلك ماهي الآليات التنفيذية والتسويقات الدولية التي استخدمها ناصر لانجاحها منذ ذلك الحين ...لا شي إلا أن :
" جلجله جابت ولد "
✅ مشاريع الرئيس ناصر عدة فلا ندري ايهما الواقعية!! ، فبعد الانقلاب الحوثي وفي مقابله مع صحيفة الزمان الجزائرية لم يذكر فيدراليته ؛بل ؛ قال انه سيتم بناء مشروع وطني يمني مع الحوثي !!!
كيف ؟
هذا العلم في بطن الحاوي!!
وقال لصحيفة عدن الغد بعد هزيمة الحوثي في الجنوب ان الحوثي جاء إلى الجنوب يقاتل داعش والارهاب!!
في الفضاء الاعلامي المكشوف ، لم يعد أحد أن ينكر مايقوله ويصرح به!!
✅ اذا كانت هناك من قناعة دولية للحل حتى بفرض الفيدرالية، فهي لاترجع لمشروع ناصر ؛ بل ؛ لمقاومة الجنوبيين الذين فرضوا امرا واقعا في الجنوب من الصعب تجاوزه ، والذي كانت مقاومتهم حسب تصريحه داعش التي جاء الحوثي لحربها في الجنوب !!!
✅ وبعد كل التغيرات الزلزالية ياتي الخبجي فيطرح ذات الطرح الاستجدائي...فلو كان مفيدا سنؤيده لكنه خط رجعه تكتيكي يفيد القوى الشمالية أكثر منه مشروعا لصالح الجنوب العربي او اليمن الجنوبية.. وهكذا طرح في هذه المرحلة يدمر القضية الوطنية الجنوبية، الطرح كان صالحا في وقت عفاش وهيلمانه لاحراج النظام امام المجتمع الدولي وانه نظام لايقبل اي حل وان لافائدة من اي حلول ضمن يمن موحد ولم يطرحه ناصر فقط ؛ بل ؛طرحته الرابطة وهي تحت السقف الدستوري حينها في مارس 2010م . لكن بعد كل هذا النضال والمقاومة والشهداء وإخراج القوات الشمالية من الجنوب ، يصبح هذا الطرح مدمرا .
فما فائدة ترويجه الان مع إدراك ضرره ؟ .
✅ الاستشهاد الأكثر عملية الان ليس مشروع ناصر الوحدوي " ففي الفكر السياسي لصنعاء لا احترام لدستور ولا مواثيق فهي مجرد كلام قابل للتغيير والتبديل والانقلاب ، ما يحكمها عمليا تبادل الأدوار بين قناديلهم وزنابيلهم لحماية مصالحهم!!! .
الأجدى الاستشهاد بالنموذج الاريتري لإقناع العالم به..وكيف انه حتى الفيدرالية مع مركز لا يحترم مواثيقه - كحال مركز صنعاء - لا تكون حل سلام ووئام بل مجلبة حرب ودمار ، فقد كانت الفيدرالية الارترية نموذجا للحرب والدمار وكذلك سيكون استنساخها يمنيا ، وان خيار استقلال ارتريا هو الذي أنهى حروب استمرت اكثر من ثلاثة عقود في ظل فيدرالية ، وكذا خيار استقلال الجنوب العربي سينهي حروب اليمن!!
✅ إن التكتيك جائز ، لكنه جائز في الاساليب والادوات ، ومحرم في الأسس والاهداف ... فالتكتيك فيها مدمر لاي قضية وطنية. فلا يجعلون من القضية الوطنية مجال محاولات ترضية لكائن من كان ، فبذلك سيخسرون من معهم ، ولن يكسبوا الاخرين ، فالاخرين لديهم اسسهم وأهدافهم التي لم يجعلوها تكتيكا للارضاء .
✅ لابد من تحديد ملامح ومفاصل القضية الوطنية الجنوبية كيانا لاعلاقة له بقضايا القضية اليمنية ، فلم تعطي الجماهير تفويضها للانتقالي إلا لثقتها بان الانتقالي سيكون محاميا في مستوى عدالة استقلال القضية ليس بتكرار المشاريع الحزبية وأشباهها والعودة بها إلى باب اليمن مرة أخرى وهذه المرة بدماء أبنائها!!
✅ ما طرحه الخبجي هو نفس طرح الاشتراكي وإلى حد ما ماطرح مؤتمر القاهرة وطرح مؤتمر شعب الجنوب وكلها تم رفضها من كل نخب صنعاء قبل رفضها من الجنوب!! لان حل القضية الوطنية الجنوبية في هذه الاطروحات ليس المهم بل المهم من يمثلها ، ويأخذ استحقاقاتها !! فهل نحن أمام قضية وطنية أم امام استحقاقات وظيفية وسياسية
وهل سيكرر الانتقالي ذات المسار؟
✅ إذا كانت هذه هي أطروحات الانتقالي ببقاء الجنوب في إطار اليمننة ، فان أطروحات الرئيس منصور أكثر مصداقية وعملية وصراحة لمعالجة قضايا اليمننة بما فيها الجنوب اليمني حسب توصيفهم ، فالرجل لم يخدع أحد او يدلس عليه كان صريحا من يومه الأول ومازال ، فلا فرق بين إقليم جنوبي تابع لصنعاء او اقليم عدن وإقليم حضرموت تابعين لصنعاء ففي المشروعين القضية ليست وطنية بل سياسية والخلاف على مصالح التمثيل السياسي والوظيفي ومن يمثيلون الجنوب وليس الخلاف في استقلاله وهذا ليس خلاف عاى قضية وطنية .
✅ مازلنا نعتقد بان القضية الوطنية الجنوبية بالنسبة للانتقالي قضية تحرير وطن ليست قسمة مناصب لحكم الجنوب فهذه العقلية لن تعطيهم لا جنوب ولا تمثيل للجنوب!!!!
٢ /مارس/٢٠١٩م
صالح علي الدويل