من السخافة الحديث – مجرد الحديث – عن تنفيذ مخرجات حوار أحزاب السلطة في الوقت الراهن، ومن البلادة والسخرية عقد الندوات الحميمية التي تصب في ذلك المسار حاليا، لإنه ببساطة البلاد التي يريدون تمريغ وجهها بمخرجاتهم لاتزال تعاني حربا ضروسا، ولايزال وجهها (عاصمتها) بالذات تحت احتلال عصابة تديرها ايران اي انها بوصف اخر تحت يد دولة خارجية، فبأي وجه يتحدقث أولئك عن تنفيذ وتعميم مخرجاتهم النتنة ؟
والامر كذلك ويعرفه الطفل قبل المراهق، ويعاني ويلاته ملايين الناس، ويشفط من تلك الويلات ويستفيد منها في المقابل عشرات الفاسدين، ليظهر السؤال الكبير أمام الوجه مباشرة : هل يعلم أولئك أي اصحاب الندوات والسفرات والناشتات والفساد بان الحرب مستمرة؟ وبما أنهم - وعلينا ان نحسن الظن - يعرفون ذلك وان كانوا لايشاركون في تلك الحرب ولم تمسهم واسرهم لفحاتها، فان اأسئلة اخرى تتفرع بشكل إجباري، منها : هل اولئك معنيون بهذه الحرب؟ وهل يريدون نهاية لها؟ وهل بالفعل يريدون تحرير بلادهم؟.
تلك الأسئلة وان بدت ذات إجابات بديهية يفترض أن كلها نعم، الا أن تصرفات وسلوكات وسياسات أولئك لا تشي باي نعم في المسالة.
بالطبع يعلمون ان الحرب مستمرة لكنهم يعلمون أكثر ان تلك الحرب تعود عليهم بملايين الدولارات وبمناصب لا التزامات فيها، فأي شي اجمل من ان تكون رئيسا أو وزيرا او مديرا بدون أي التزامات، فقط تنام وتخزن وتراسل وتتصفح وتصدر قرارات ثم تنام ثم تخزن ثم تنهب ثم تصلك المليارات الى حسابك، وترسل اولادك الى اوروبا، ثم تتعرف على ناشتات اكثر ثم تسفر الجميلات منهن، ثم تشفط بعض الدهون ثم تذهب للفندق وتسهر وو وهكذا دواليك، في احسن من هذا عمل؟ طبعا لا .
والامر كذلك اذا فان فهنة اولئك وشهر عسلهم المخلوط بدماء الناس منذ سنوات، مرتبطة بالحرب ولابد من الحرب وبقائها، لم لا وهم لايسمعون اصواتها ولايتاذى اقاربهم بشظايها ولا تلفح وجوه زوجاتهم وناشتاتهم حرارة انفجاراتها.
لكن الحرب لابد ان تنتهي والمجتمع الدولي ضاغط في ذلك الاتجاه، ولان ذلك مايجري ولان الجماعة سواء قادة المليشيات في صنعاء او قادة الناشتات في الشرعية يخافون ان تنتهي الحرب خوفهم من زوال مناصبهم، فانهم يتحركون مبكرا لخلق صراعات واشعال حروب اخرى هنا وهناك فلامجال للتضحية بالحرب وهم لايتصورون ان تنتهي الصراعات، لان ذلك يعني ببساطة مرحلة جديدة لابد ان تخلو من الوسخ اذا اريد ان تكون جيددة فعلا، اذ الى اين يذهبون حينها، ومن سيعوض نفقات المليارات على اوولادهم؟ وهل ستؤخذ منهم الاحتكارات والمصافي والنفط والحقول والمناصب والتوقيعات وووووو ؟ مستحيل ان يسمحوا بذلك .
ما الحل اذا ؟ الحل هو إشعال حروب احتياطية وسفك المزيد من الدماء، كي يقتاتوا عليها، اذ يبدو انهم وبعد سنوات قد ادمنوها ولن يعيشوا الا عليها، لقد اصبح الواحد منهم دراكولا بتكنيك جديد اخرى ديجتل يعني، فاذا كان على دراكولات هوليود ملاحقة الضحايا ومص الدماء من اودرتهم بعد بعض المعاناة فان دراكولات الفنادق يشعلون الحروب بالريموت كنترول وبالفتن عن بعد واستخدام الادوات فتصلهم الدماء سيولا على شكل قطع ذهبية الى غرف الفنادق .
لذلك ينشأون المعسكرات ويشترون الذمم ويدعمون الارهاب وتنظيماته، وهنا ينبغي الحذر من الانجرار وراء مخططاتهم تلك والحذر من تمكينهم من توليد الحروب، فاذا كان لابد من بعضها، فيجب ان تكون قاصمة لظهر تجار الحروب ومنهية لمعاناة الناس ومنصفة لأصحاب الحق وقاطعة لانابيب الفساد واصحابه
بقلم : صلاح بن لغبر
28/01/2019