هدف استراتيجي واحد (فك الارتباط) يجمع كل الجنوبيين وأهداف نخبوية تكتيكية أنانية عدة تفرقهم .

2018-11-06 05:34
هدف استراتيجي واحد (فك الارتباط) يجمع كل الجنوبيين وأهداف نخبوية تكتيكية أنانية عدة تفرقهم  .
شبوه برس - خاص - عتق - شبوه

 

عندما نقول أن فك الارتباط هو الهدف الاستراتيجي الذي يقتنع به كل الجنوبيين دون استثناء كنخب وقواعد فهذا يعود إلى استطلاعات لآراء كل المكونات الجنوبيه وقواعدها الاجتماعية .

وقد يتبادر إلى ذهن كل من يقرأ هذه المقدمه السؤال التالي :

إذن لماذا لا يقف كل الجنوبيين صفا واحدا ويتم إعلان فك ارتباط الجنوب بالشمال ؟

الجواب نعم ان كل الجنوبيين مقتنعين بذالك كنخب وقاعده ولكن النخب تحول دون تنفيذ ذالك بالرغم من قناعتها بذالك ، وذالك لأن كل نخبه لديها تصورها الخاص حول حل فك الارتباط هذا التصور والذي رسمته هذه النخبه أو تلك من زاوية مصالحها الانانيه الضيقه دون أخذ الاعتبار للمصلحة العامه لشعب الجنوب من ناحيه استراتيجية ،وما يؤكد كلامي هذا ما يلي :

 

1) حديث المهندس حيدر أبوبكر العطاس أثناء لقائي معه في العاصمه السعوديه الرياض والذي كان قد أشار فيه إلى أن العقبة الرئيسية أمام نجاح حل فك الارتباط هي الخلافات الجنوبيه جنوبيه بين النخب وليس بين شرائح المجتمع  الجنوبي  .

 

2) حديث الشيخ صالح فريد بن محسن أثناء اللقاء الموسع في مقر المجلس الانتقالي الجنوبي شبوه والذي اكد فيه أن الجانب الإقليمي والدولي  مقتنع بحل فك الارتباط ولكن ما يحول دون ذالك هو اختلاف  النخب الجنوبيه حول كيفية التنفيذ

 

3) تأكيد أحد معاهد البحوث والدراسات الاستراتيجيه الأمريكية في أحد تقاريره الاستراتيجيه عن الازمه اليمنيه حيث قال : ( ان القضيه الجنوبيه يحول دون حلها الخلافات بين النخب الجنوبيه مما يجعل الجنوبيين يخسرون قضيتهم )

 

4) عسر مخاض عملية الحوار بين المجلس الإنتقالي الجنوبي والمكونات  الجنوبيه الأخرى وهذا كان واضحا من خلال جولة عيدروس قاسم الزبيدي من أجل الحوار وانتقاله من عدن إلى أبوظبي لهذا الغرض والذي للأسف كانت جعجعه من دون طحين كما هو الحال بالنسبة للحوارات  التي يجريها المجلس الانتقالي الجنوبي حاليا مع المكونات الجنوبيه الأخرى ، وهذا ما يعني أن الخلافات لا زالت مستعصية على أن تحل بالحوار  .

أما بالنسبه لتأثير الدولي والإقليمي على حل فك الارتباط فهذا يرتبط باتفاق الجنوبيين على جعل عملية تنفيذ هذا الهدف أمر واقع عندها لن يكون هناك أي اعتراض دولي أو إقليمي .

 

ومن استنتاجاتنا وتحليلاتنا عن هذه القضيه مايلي :

1) أن صراعات الجنوبيين منذو الاحتلال البريطاني حتى اليوم قد أصابت النخب بفوبيا عدم الثقه مما جعل من الصعب عادة الثقه بين هذه النخب من اج حل فك الارتباط .

2) إن اختلاف المصالح بما فيها السيطره على السلطه والتي تريد كل نخبه الاستيلاء عليها وإقصاء النخب الاخرى أيضا كان هذا أحد العوامل التي تحول دون تنفيذ حل الارتباط .

3 ) ان طبيعة تركيبة المجتمع الجنوبي القبلية هي من جعلت هذه النخب تتحكم بالقرارات الأساسية الهامه في حياة شعبنا سوى من الناحيه السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وهذا أيضا أحد العوامل التي تحول دون تحقيق حل فك الارتباط .

4) أن هذه النخب مهمه وضرورية وذالك لتراكم خبراتها السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه والعسكرية والدبلوماسيه ولديها علاقات متينه محليا وإقليميا ودوليا ولاشك أن هذه العلاقات ستؤثر على عملية حل فك الارتباط  .

5) أن الفوبيا التي خلقتها صراعات الماضي بين النخب ، أو أن موضوعات الحوار ليس مدروسة ، أو أن المتحاورين طرشان لا يجيدون فنون الحوار  قد جعل مخاض عملية الحوار تتعسر حتى اليوم ولم نرى أي مولود نتج من هذه العمليه  .

 

ومن هذه المعطيات والتحليلات الاستنتاجات فأنا نرى العمل بما يلي :

1) استمرارية عملية الحوار بين كل مكونات المجتمع الجنوبي دون استثناء وبدون شروط وعلى أساس النديه والمساواة ، وعدم الوصاية .

2) خلق الثقه بين المتحاورين من خلال ازالة تلك الفوبيا التي ظهرت في الماضي  .

3) انتقاء محاورين يكونوا على مستوى عال من الثقافه وملمين بماضي وحاضر ومستقبل القضيه الجنوبيه ، وعلى دراية بفنون وأخلاق وآداب ودبلوماسيه الحوار .

4) ان تحدد نقاط الحوار بصوره واضحه ودقيقه وفي اعتقادي أن الحوار يجب أن يدور فقط حول نقطتين  وهما : فك الارتباط وألاسس التي ستقام عليها الدوله القادمه وشكل الحكم فيها . 

 

هذا ما اعتقد ان على الجنوبيين أن يقوموا به في الظروف الحاليه من أجل تحقيق هدفهم الاستراتيجي  ( فك الارتباط ) وإقامة دولتهم .

 

سالم هارون  (صقرالغرانيق) شبوه

5 نوفمبر 2018