أعلنت مصادر يمنية رفيعة انه تقرر نقل العاصمة المؤقتة لليمن من عدن العاصمة الجنوبية الى مدينة سيئون في وادي حضرموت، في مؤشر على نية الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي مواجهة الجنوبيين الذين يرفضون مشروع الأقاليم الستة ويطالبون بالاستقلال عن صنعاء، في حين يصر هادي على مشروع دولة اليمن الاتحادية التي يريد فرضها أولا في الجنوب المحرر. ويبدو أن حكومة هادي قد أوقفت أو اجلت الحرب ضد الحوثيين، وسط تصريحات للرئيس هادي أكد فيها سعيه لفرض دولة الأقاليم الستة على الجنوبيين.
وأثارت تصريحات وتحركات حكومة الرئيس هادي غضبا شعبيا في الجنوب، ابرزها تحركات عسكرية في محافظة أبين شمال شرق عدن، وتصريحات زعم فيها تبعية محافظة الضالع الجنوبية للشمال. وبحسب وكالة سبأ الرسمية فقد زعم هادي خلال استقباله السفير البريطاني لدى اليمن في الرياض ان قد جرت مبادلة بين محافظة الضالع والبيضاء، حيث ذهبت الأولى للجنوب في حين ذهبت الأخرى نحو الشمال. وقد اثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في الجنوب، دفعت باحثين الى تفنيد تلك المزاعم بوثائق أكدت على أن الضالع هي امارة جنوبية ولا علاقة لها بحدود الشمال اليمني. وجاءت تصريحات هادي في الوقت الذي قامت فيه قوات موالية له بعرض عسكري في مدينة زنجبار العاصمة الأبينية رفعت فيه لأول مرة علم الوحدة اليمنية، وقد اثار ذلك غضبا واسعا في ابين. وأعلنت قيادات الحراك في ابين رفضها لما وصفتها بالتحركات الاستفزازية، مطالبين بالاعتذار لآلاف الشهداء والجرحى الذين قالوا انهم سقطوا بسبب راية الوحدة اليمنية التي يرفض الجنوبيون رفعها في بلادهم.
البرلمان أولى خطوات المواجهة
وقالت وسائل إعلام رسمية ان "الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي دعا أعضاء مجلس النواب إلى لقاء تشاوري في الرياض، تحضيرا لجلسة ستُعقد في الداخل لاختيار رئيس للبرلمان وتفعيل دوره للرقابة على أداء الحكومة. ونقلت جريدة «الشرق الأوسط» عن مصادر برلمانية يمنية أن استعدادات مكثفة في داخل «الشرعية» لجمع أعضاء البرلمان في الأيام المقبلة في جلسة تشاورية في العاصمة السعودية الرياض قبل توجه النواب لعقد أول جلسة في الداخل اليمني بخاصة بعد استيفاء نصاب النواب الموجودين خارج سيطرة جماعة الحوثي. وتراوحت ترجيحات المصادر بين مدينتي سيئون -وهي ثانية كبرى مدن حضرموت- ومأرب، لانعقاد الجلسة الأولى للبرلمان والتي ستشهد اختيار هيئة رئاسة البرلمان بشكل رسمي تمهيداً لبدء جلسات النواب التي ستخصص من أجل الرقابة على أداء الحكومة إضافة إلى بقية المهام المنوطة بهم طبقاً للقانون.
لهذه الأسباب سيئون العاصمة الجديدة
ورجحت مصادر حكومية لـ(اليوم الثامن) "إن سيئون التي يوجد فيها مطار دولي هي من سوف تحتضن حكومة الرئيس هادي وان كل مؤسسات الدولة سوف تنقل الى هناك". وعلى الرغم من ان سيئون تعد أخر معاقل التنظيمات الإرهابية، حيث كشف محافظ حضرموت عن خلية إرهابية كانت تعد لتنفيذ عمليات إرهابية تتخذ من سيئون مقرا لها، وقد أكد محافظ حضرموت فرج البحسني "أن الخلية التي تم ضبطها يشرف عليها القيادي الإخواني البارز ومستشار الرئيس اليمني صلاح باتيس ويديرها نجل مسلم الذي يتواجد في سيئون ويحمل جواز سفر دبلوماسي صرف له من العاصمة السعودية الرياض.
وبحسب مصار لـ(اليوم الثامن) "فأن حكومة هادي تريد قطع الطريق على قوات النخبة المتخصصة في مكافحة الإرهاب والتي تريد التمدد صوب سيئون لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تقول القوات انها تحظى بحماية كبيرة من قوات موالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر".
ويسعى الإخوان الى جعل سيئون معقلا رئيسا لهم في الجنوب الرافض للتمدد الإخواني على اعتبار انهم تنظيم إرهابي شارك في الحرب الأولى على بلادهم بالتحالف مع الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح. وقالت وسائل إعلام عربية ان الرئيس هادي يسعى إلى الدفع بالنائب الحالي لرئيس البرلمان محمد الشدادي، لتولي رئاسة البرلمان في الوقت الذي تطمح كتلة نواب حزب «المؤتمر الشعبي» الموجودين في الخارج، إلى تنصيب القيادي في الحزب وعضو البرلمان سلطان البركاني.
التحالف ضد التحالف
ويقود الاخوان الموالون لقطر تحالفا مضادا للتحالف العربي بقيادة السعودية، في محاولة رفع الحصار الذي تفرضه السعودية على قطر، ودخلت عمان وربما روسيا على خط هذا التحالف، وفقا لما ذكرته تقارير غربية أكدت فيه رغبة موسكو في اعادة خلق تحالفات جديدة في جنوب اليمن، بالتحالف مع الحراك الموالي للرئيس هادي والقيادات الجنوبية المرتبطة بطهران. وأعلنت روسيا وعمان استعدادهما لدعم حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، مقابل ان تحصل موسكو على نفوذ في الحبرين الأحمر والعربي. وقالت مصادر لـ(اليوم الثامن) "إن قيادات من الحراك الجنوبي المحسوبة على هادي رحبت بفكرة انشاء قاعدة عسكرية روسية في الجزر الجنوبية مقابل ان تدعم موسكو جهود هادي في فرض دولة الأقاليم الستة.
وورد اسم حسين بن شعيب وفؤاد راشد في تقارير روسية ترحيبهما بفكرة انشاء قاعدة روسية في الجنوب مقابل ان تدعم موسكو خيارات الرئيس الانتقالي الذي تلقى أيضا وعودا بدعم عماني.