لنتخلص من حبل الوهم الذي يلف عقولنا أولا

2018-09-17 02:31

 

تعد الحرب النفسية من أشد الحروب خطوره، لانها لا تؤدي إلى انهيار المقاتلين فحسب إنما ايضا تحدث الانهيار في الجبهة الداخلية التي يعتمد عليها في تحقيق الصمود ومن ثم النصر على الأعداء.

إن الحروب النفسيه التي تستهدف المعنويات تعتمد أساسا على الشائعه أو الإشاعة كماهو متعارف عليها عند العامه، إلى جانب سلاح هو الأخطر على الاطلاق وأقصد به سلاح التثبيط واضعاف العزيمه، حيث يعمد الأعداء الى بث المعلومات الخاطئه والمغلوطه عن تاريخ الأمة ورموزها وقدراتها وامكاناتها، بهدف ترسيخ مفاهيم وعادات خاطئه وتصويرها بأنها حقيقة، الغرض منها تكبيل الشعوب بقيود خفيه تمنعها عن الحركة والتقدم، وتحصل بذلك مايطلق عليه الهزيمة النفسيه ومن ثم الاستسلام والاذعان.

تعد الهزيمة النفسيه أسوأ كارثة يمكن أن تحدث للإنسان أو حتى للحيوان على السواء خلال المعارك التي يواجهها في حياته، وللتدليل على ذلك دعوني أسوق لكم هذه الحكاية وهي مثال على أثر الهزيمة النفسية على الإنسان والحيوان معا، وكيف أنها تنهي كل تطلعاته في الحياه بمجرد أن يقع في براثنها وتجعل منه كتلة مسيطر عليها من قبل الآخرين يقودونه ويتصرفون به كيف ماشائوا:

 

تقول الحكايه أن امرأة كان لديها كبشا فارادت أن تربطه الى وتد بجوار منزلها، طلبت من رجل حبلأ لكي تربط به الكبش، قال الرجل لها: لاأملك حبلا ولكني اعطيك طريقة أن فعلتيها تجدي فيها الف حبل وحبل.

قالت: وماهي هذه الطريقه التي تغنيني عن الحبل؟!

قال: عليك ان تقتربي من الكبش وان تقومي بنفس الحركات التي يقوم بها أي إنسان عند الربط حول عنق الكبش وتظاهري له بانك تربطينه ولن يتحرك من مكانه.

عملت المراة بماقال الرجل وتظاهرت أمام الكبش وكأنها تربطه من عنقه.. وفي صباح الغد تفاجأت المرأة ان كبشها لم يبرح مكانه، فهو لم يتحرك من ذلك المكان الذي تركته فيه، بل إنها عندما همت بأن  تسوقه الى الحقل كان الكبش يرفض ان يتحرك من مكانه، حاولت بكل قوتها ان يتحرك الكبش لكن دون جدوى، حتى اصأبها اليأس فعادت الى الرجل الذي أعطاها النصيحة البارحه، وحكت له كيف ان الكبش لم يتزحزح من مكانه.

 فقال لها: فكي الحبل من عنقه اولا وسيتبعك الى الحقل.

قالت باستغراب: ولكن ليس هناك حبل ربطت به الكبش!!

فقال لها: نعم بالنسبه لك لايوجد حبل ربطتي به الكبش فالحبل موجود بالنسبة له وما عليك الا فك الحبل بنفس طريقة الربط التي قمتي بها ليلة البارحه.

فقامت المرأة بنفس ماقامت به البارحه لتوهم الكبش بأنها تفك ربطة الحبل الذي ربطته به ومالبث الكبش الا وتحرك معها دون اي مقاومه.

سخرت المراة من كبشها، فقال لها الرجل: لاتسخري منه فكثير من مجتمعاتنا العربية مثل كبشك هذا هم اسرى لعادات او لقناعات وهمية تقيدهم وماعليهم الا ان يكتشفوا هذا الحبل الخفي الذي يلتف حول عقولهم ويمنعهم عن التقدم خطوة واحده للامام.

 

الخلاصه..

أن أي أمة تورث أجيالها الحديث دوما عن الضعف والتخلف والفقر  ستبقى متاخرة عن ركب الشعوب والأمم نحو التطور، ولن تتزحزح من مكانها الا متى ماتخلصت من حبلها الوهمي، وعندها فقط ستستطيع أن تنهض من جديد.

 

ابوعماد عبدالحكيم الجابري.