✅ الانقلاب الحوثي في اليمن ثم الحرب التي خاضتها دول التحالف العربي خلال السنوات الثلاث الماضية أبرزت وكشفت مشخصات هويتين وحدود فصلها وبرزت علامات الحدود ومادار فيهما كمشخص واقعي تداعت امامها تلفيقات اليمننة السياسية للجنوب العربي
برزت هويتان هما:
* هوية اليمن
* وهوية الجنوب العربي .
✅ لكن وسائل التواصل والفضاء المفتوح للاسف يؤسس بقصد والبعض بعدم فهم وانجرار لما يطبخه آخرون بقصد إعادة انتاج الوعي المغلوط في الجنوب العربي بالهوية الواحدة من خلال إبراز التفاضل انه تفاضل شطرين إطار هوية واحدة وهذا هو الخطأ في التناول بل التزوير فيه من خلال عقد مفاضلة بين المقاتل الجنوبي وانه يختلف عن المقاتل الشمالي بادراج التفاضل في إطار هوية واحدة .
فالبعض يرى في تأخير الحسم في الشمال انه قدح في رجال اليمن وأنهم أقل اقداما.. لكن الحقيقة أن عدم الحسم يمثل مشخصات هويتهم سلما وحربا ، فلا يعتقد معتقد انهم جبناء بل العكس فهم من أقوى الأبطال المغاوير والمقاتلين الاشداء ..
لكن الاختلاف بين ابناء اليمن وابناء الجنوب العربي يمكن حصره في سمتين تندرج فيهما عدة تفاصيل :
✅ سمة أولى :
أن أبناء الجنوب العربي
" أهل الجنوب بالتقسيم السياسي الآن" حاضنة قيادة ومقاتلين يرون ان المعركة أي معركة مهمة قتالية يجب إنجازها بسرعة قياسية في الزمن ولذا لايلتفتون كثيرا للترتيبات السياسية ولا للمطالبة بالاثمان . فبمجرد أن يطرق بلدهم تحدي خارجي تلتئم هويتهم دفاعا عن ذاتها قد ينهزمون فيها لكن تتجدد فيهم المقاومة مهما استمرت في الزمن ..قد يكون السبب الأساس أن المقاتل الجنوبي يراهن على ذاته أكثر من رهانه على التضاريس التي في غالبها لاتخدمه .
اما اليمنيين "أهل الشمال بالتقسيم السياسي الآن " حاضنة وقيادة ومقاتلين فيرونها مقاولة لابد أن تطول وتبطيء في الزمن لجني أكثر أرباح ممكنة، فكل شيء في المعركة بثمن حتى الرشوة وشراء الذمم من الأساسيات التي لم يألفها التعامل المؤسسي في الجوار لكن هذه الحرب ادخلتها إليه شاء أم أبى .
طبعا ثقافتهم تراهن على تضاريس الأرض وأنها لصالحهم.
✅ سمة ثانية :
اهل اليمن "الشماليون" لاتستفزهم الطائفية فهي جزء من ثقافتهم تاريخا ومذهبا وحكما تعايشوا مع تعدد المذاهب مئات السنين ومألوف ومقبول عندهم ان مذهبا يهيمن على الاخر .
✅ أهل الجنوب العربي
"الجنوب" الوضع مختلف فحتى الذين يؤمنون بيمنية الجنوب العربي يتسمون بواحدية المذهب لا تعدده وينظر المجتمع أن دخول مذهب مختلف يمثل اعتداء على مكون أساسي من مكونات هويتهم.
ينعكس ذلك على نظرة المدرستين السلفية والإخوانية - وهما أبرز مدرستين في هذه المرحلة - تجاه المذهبية حيث اختلفت باختلاف الموروث بين اليمن والجنوب العربي فالملاحظ :
✅ أن تيارات السلفية في اليمن وهي تنطلق عن بنية فكرية واضحة في مسألة الطائفية لكن كبار مراجعها تنوعت مواقفهم ازاء الحوثي بعد دماج وأبرز نماذجهم محمد الإمام الذي سالمهم !!
✅الوضع مختلف في الجنوب العربي فرغم أن كل مراجع مدرسة دماج من اليمن وليسوا من الجنوب العربي ماعدا العدني رحمه الله لكنهم جميعا منخرطين بجدية في الحرب باعتبارها شأن يهدد وجودهم المذهبي .
✅ اخوان اليمن وهم الذين يغطون الفضاء الإعلامي بضجيجهم حول الصفوية وإيران انتصارا للسنة فالحقيقة انهم لاينطلقون من بنية فكرية صافية فبنية الإخوان المسلمين الفكرية والايديولوجية تقوم على التقريب بين المذاهب وبالذات مع المدرسة الاثني عشرية الجعفرية ومع الزيدية ، ومسألة ترديد مفردات الصفوية في الخطاب الإخواني ازاء الصفوية تاتي لدغدغة مشاعر عوام السنة وأكثر الذين يرددونه هم تياران اخوانيان أما انهم برجماتيون كاليدومي والإنسي أو تيار تأثر بالسلفية وهو تيار اخواني منتشر في سائر البلاد العربية تلاقحت فيه السلفية والاخوانية، لكن ذلك التيار - وإخوان اليمن جزء منه - لم يتمكنوا من سلفنة الاخوان بتغيير الأساسيات التي فرضها حسن البنا في المسألة الطائفية وغيرها، طبعا التيار الإخواني اليمني الصرف يعرب عن نفسه في قطر وتركيا وله خط رجعه مع التحالف.
في الجنوب العربي تقريبا أن الأغلب من الاخوان ممن تاثر بالسلفية لا يكنون أي ود للحوثي . لكنهم لايستطيعون تغيير شيء تنظيميا فبرجماتية ومراتبية التنظيم الاخواني هي المسيطرة أكثر من الرؤية والقناعات الفكرية للافراد مهما اتسعت ، فالقرار التنظيمي في التنظيم الاخوان هو الأقوى مهما كانت قناعات الافراد!!.
✅ هذا الفارق لم يضبطه التحالف العربي منذ بداية الحرب ولو ضبطه من البداية لسارت الأمور في جبهات الشمال مسارا غير مسارها الراهن
صالح علي الدويل