إن الكتابة أصبحت اليوم في بلادنا مهنة من لا مهنة له واعني بذلك بعض النكرات الذين يعقبون على مواقع الرأي والتواصل الاجتماعي في الفضاء الالكتروني الواسع الذي اختلط فيه الغث بالسمين والحابل بالنابل والعاجز والكسيح والفاشل والمبدع !!.
واعني بذلك فئة من المعاقين فكريا الذي لا يستطيعون أن يعبروا عن أرائهم سوا بالسب والقذف للآخرين ..لا لشيء إلا لأنهم يختلفون معهم في الرأي ..بينما المثل العربي يقول ( الخلاف لا يفسد للود قضية )!!
فإذا كان الخلاف في الرأي يظل في إطار النقد البناء ومقارعة الخصم بالحجة فذلك شأن محمود بل ومطلوب ولا مانع من تقييم المعوج وتصحيح مساره ولكن شرط اقتصار النقد لموضوع الكاتب وليس التعرض لشخصه بالإساءة والقذف واتهامه بما ليس فيه!!
وأنا اقصد هنا بذلك من يعلقون وهم بعض النكرات الذين يضعون على رؤوسهم طواقي الإخفاء لحجب شخصياتهم المعاقة والمريضة ومحاولة التخفي بأسماء وهمية لصب جام غضبهم وحقدهم على الآخرين الذين يختلفون معهم تحت لافتة عريضة اسمها ( حرية الرأي ) وهو حق مكفول للجميع في حال توافرت شروطه وأركانه!!
ومنها إعلان الشخصية المنتقدة وعدم قذف الآخرين والتركيز على نقد الفكرة أو المقالة والابتعاد عن الإساءة والتجريح للذين يختلفون معه في الرأي وليس الشخصي !!
وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة تزايد مثل هؤلاء النكرات المعاقة والمصابة بالإفلاس الفكري وضعف الشخصية لاحظنا سفاهتهم وتطاولهم في الفضاء الالكتروني على بعض الرموز والقامات الوطنية والانزواء خلف الجدران المظلمة حتى لا تنكشف عوراتهم وأسمائهم وسوءاتهم أمام من يعارضونه خوفا وجبنا ويعجزون عن مقارعتهم ومجابهتهم وجها لوجه!!
وهم لا يستطيعون ذلك لأنهم مصابون بالكساح الفكري لضعف حجتهم وسوقية ألفاظهم وبذاءة كلامهم الذي يتدارون خلف حروفه !!
لكي تبلغ المقصود وتحقق هدفك من الانتقاد البناء اختر الكلمات الطيبة انتقي العبارات الهادفة ، بأسلوب طيب خال من لغة التجريح أو الاستهزاء أو التقليل من قدره ، حتى لا تزيد من نكوصه عن سماع الحق ، كان النبي عليه الصلاة والسلام حين يريد أن ينتقد صحابيا يثنى عليه ويذكره بأفضاله وحسناته حتى يرفع من معنوياته فيفتح بذلك قلبه لسماع النقد أو النصيحة فيقبل على النصيحة بقلب راض ، ننتقد لكن لا ننسف الحسنات والإيجابيات ، وقبل الانتقاد نسمع منه هو لا نسمع من غيره دون تبصر أو تمعن ، بل نتأكد من الخبر ونتقصى الحقائق ونستبين الأمر ونفهمه جيدا ، حتى لا نستعجل في الحكم عليه قبل الوقوف على الحقيقة ، والتيقن من الأمر حتى لا نظلم أحدا بتسرعنا ..
وأنا هنا لا أعارض النقد البناء للرأي ولا أدعو إلى حصانة من يكتب أو مصادرة حرية الرأي مع من يخالفه ولكنني ضد تحويل النقد إلى أداة هدم وسفاهة في القول تطال شخصيات وطنية أو بعض من يكتب ويعبر عن رأيه لا لشيء سوى اختلافهم معه!!
وأنا هنا ضد ثقافة الإقصاء ونشر الكراهية والشخصنة في الطرح وضد سفاهة القول التي تضعف معها الحجة ويختفي معها المنطق والحكم المتوازن لتقييم ما يكتب !!
د.علوي عمر بن فريد