‘‘الوشم‘‘ رواية لقاص شبواني حصلت على جائزة مجلة العربي الكويتية

2018-01-07 04:36
‘‘الوشم‘‘ رواية لقاص شبواني حصلت على جائزة مجلة العربي الكويتية
شبوه برس - خاص - عتق

 

حصلت رواية "الوشم " للقاص الشاب "محمد سالم عيدروس العولقي على جائزة مجلة العربي الكويتية , وللقاص روايات أخرى حصدت أيضا جوائز اخرى من إذاعة مونت كارلو ومجلات أدبية عربية متخصصة .

القاص محمد من مواليد مدينة خورة بمحافظة شبوه .

 

موقع "شبوه برس" اطلع على رواية "الوشم" ويعيد نشرها :

 _ الوشم _

احمل الرقم مائة وأحد عشر  بوجهي ، وشموني بخدي بخطوط ثلاثة صغيرة، و كي لا يتشوه وجهي ،فقد وشموني بالجهة المقابلة بالوشم نفسه .

   

أتلمس وجهي فأحس به ،وعندما اغسل وجهي تلتقي اصابعي بنتوءاته ،رغم صغر خطوطه . عندما كنت صغيرا لم انتبه له كثيرا ،وحين كبرت رأيتني مختلف عن باقي الاولاد .

_لم يا أبي  هذا الوشم ؟

_ عندما كنت رضيعا كان الرمد لايفارق عينيك ، ،فعمد جدك الى وشمك ! أقسم أبي أنني شفيت بعد ذلك بيوم واحد .ثم أخبرني أن الأولين يعالجون الرمد بالوشم على الوجه !

، كنت اتساءل ،لم كل الاولاد ليسوا كذلك !؟

هل لان الرمد لم يصبهم ،ام لانهم ليسوا من الاولين ؟

وهل انا وحدي  من الاولين ؟!

تساؤلات لم اكن لأجادل بها أبي ، ليس خوفا منه ،ولكن حبا له ، فلم أكن أريد أن يحمل قلبه شيئا لجدي ، الذي  رحل من سنين، تاركا وشمه على وجهي .

    

الوقت الرابعة بعد الظهر ،أنا لا اطيق البيت بهذا الوقت ،ولم أكن من هواة الرياضة .      

أذهب الى المقهى الذي يتوسط محلات الملابس، والأقمشة، والعطار، وبائع العصير ،والمحكمة القديمة. المقهى صغير ،أما طاولاته فهي تتناثر في ساحته ،المطلة على وسط السوق .    

صديقي عاتق يحب الشاي العدني  ،وانا اعشق الشاي بدون إضافات ،نتقابل بمنضدة  مهترئة ،والمسافة بيننا صغيرة ،تسمح لأيدينا أن تلتقي ان أردنا .

  بما انه يملك دكانا ،فقد كان جل حديثه عن التجارة، وكيف أنه لو امتلك سيولة أكثر لتوسعت تجارته .

  اما أنا فكنت أنحى بحديثي عن اجتماعيات البلد ،

_مللنا من العيش بأرض تحترق بالثأر ،اتدري ياعاتق :

   عملت احصائية لعدد من قطفته بنادق الثأر ،فوجدته أكثر مما حصدته حرب الاستقلال من قريتنا بأضعاف كثيرة   !

والأغرب أن الاحصائية كانت من بداية الوحدة الى الان فقط !  ....

     بينما كنا نتحدث لمحت من بعيد أربعة شباب، يحملون بنادقهم ،لم اتعجب من البنادق فالكل هنا يحملها ،

ما أثار انتباهي أنهم كانوا ملثمين ويتجهون نحونا ، أنا لم اكن ادين لأحد بشيء ،ولا أحد اجدادي  فقد سددوا ماكان عليهم من دماء بالسابق ، كان من يسددها هو من لم يكن سببا فيها ! ....

الا أنني احسست بالخوف !

أحدهم التصق بمبنى على الطريق ،والثلاثة ظلوا سائرين نحونا  ، همست لعاتق :

_أمرهم غريب ! ولباسهم غريب ،لا أظن أنهم من هنا .

قال :نعم ..

عاتق ترك سلاحه بالدكان ،

أما أنا فقد كنت ارفض أن أحمله ،كنت أراه عبئا ثقيلا ،-

لم أحمل رشاشا يزن كيلوات وأسير به جيئة وذهابا ؟!-.

  _اللهم اجعله خيرا .

   حبسنا انفاسناوهم يتجهون نحونا ، بانتظار ان يرفعوا لثاماتهم ،ويقولوا ما يريدون .

       ما إن وصلوا بمقابلنا ،ولايفصلهم عنا سوى عشرة أمتار تقريبا  ،حتى صوبوا بنادقهم نحونا !

أحسست بالطلقة في بطني وعدت بجسمي الى الخلف ، و الكرسي يفسح لي ،فسقطت على ظهري. أغمضت عيني ،أو أنها أغلقت نفسها كي لاتراهم يقتلون مابقي مني .

كنت ما ازال اسمع !

_نعم  هو فلان ،مازال حيا ،دعونا نجهز عليه بعدة

طلقات في القلب ،أو في الرأس !

"ذق ما أذقته غيرك " ،قالها احدهم بحقد .                                           

كنت اود ان أقول لهم لست انا هو!  ،الا إن لساني لم يكن ليتحرك .

وأنا أنتظر تلك الرصاصات التي تفصلني عن دنياي ،كنت اتساءل : هل سأجد الاموات ممن رحل من أقاربي ؟ ،هل سأعاتب جدي على ذاك الوشم  ؟،

فأجيب علي : نعم سأعاتبه   وسأقول له " كيف طاوعك قلبك أن تجرح وجهي الصغير  ! . سأعاتبه كثيرا ،ثم  سأعانقه ،فقد اشتقت لها كثيرا !

 

نطق أحدهم : انظروا إلى وجهه ، إنه يحمل وشما !!  --  فلان الذي وصفوه لنا  لم يصفوا له وشما على خده !

--ربما هو رجل يشبهه ،

عندها أحسوا بوقع مصيبتهم ، تهامسوا فيما بينهم ثم حملوني  ، واصواتهم ترتجف وأنا بين ايديهم التي تحملني أحسست ببضع أمل يسري داخلي ،لأعيش من جديد ،.بوشم في خدي  ،وندبة  في بطني  ،ولأكف بعدها  عن لوم جدي ....