‘‘بن دغر‘‘ ومحاولة القفز على الواقع !!

2017-12-01 08:07

 

يعلم الجميع ان الإحداث التي شهدتها اليمن شمالاً وجنوباً خلال السنوات الاخيرة، ابتداءً من الحراك الجنوبي الذي انطلق عام 2007 وصولاً الى ثورة الشباب ووصول الرئيس هادي الى الرئاسة وفشل الحوار وحرب 2015 أوجدت واقع مختلف تماماً في الجنوب والشمال. ولا سيما واقع ما بعد الحرب والانتصارات التي تحققت جنوباً وبات الكل يشيد بها سواء هزيمة الانقلاب ووقف التمدد الإيراني في المنطقة، أو الانتصارات في مكافحة الإرهاب.

 

لكن المؤسف ان الحكومة اليمنية برئاسة "بن دغر " حاولت مراراً القفز على هذا الواقع، وهي تدرك انها ستفشل، ولن يكتب لها النجاح ولكن تعمدت إثارة الفوضى لإعاقة عملية تطبيع الحياة وتحرير ما تبقى من محافظات شمالية تحت سيطرة الحوثي وصالح ولتحقيق مكاسب شخصية ومادية .

الأولويات المتفق عليها والتي تحدث عنها الرئيس هادي وخالد بحاح بشكل مستمر بعد الحرب مباشرة هي ان الهدف الأول هو إنهاء الانقلاب في الشمال حتى يرفع العلم اليمني فوق جبال مران، بالإضافة الى تنمية المحافظات المحررة وتطبيع الحياة فيها، وتأجيل الحديث عن مستقبل اليمن السياسي، الى ما بعد انتهاء الحرب، حيث سيكون هناك حوار يضم كافة الأطياف السياسية بما فيها الأطراف التي أفرزتها حرب 2015 والمقصود المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي الحقيقي الذي لم يمثل من قبل، ووفق ذلك تعاملت كافة الأطراف مع الواقع واستمرت المقاومة في القتال حتى خارج حدود الجنوب .

 

ومنذُ قدوم الدكتور "احمد عبيد بن دغر" الى عدن، وهو يحاول القفز على الواقع، من اجل تحقيق مكاسب سياسية وشخصية بما فيها طموحه الوصول الى الرئاسة وان كان على حساب دماء وأشلاء الناس في الجنوب والشمال .

ولأنه يدرك تماماً موقف القوى الشمالية من الوحدة، عاد ليستخدم هذه الورقة مثل ما كان يستخدمها " عفاش" للكذب على عامة الناس في الشمال وكسب عاطفتهم .

ويهدف "بن دغر" بشكل أساسي من كل الزوابع التي يحدثها في الجنوب مستخدماً ورقة الوحدة الى إيجاد اصطفاف وطني " شمالي" باسم الحفاظ على الوحدة، متجاوزاً بذلك المتغيرات التي حدثت في الجنوب، مستهتراً بالتضحيات الجسيمة التي قدمها الناس في المحافظات الجنوبية متجاوزاً أهداف التحالف العربي، وذلك حتى يكون رئيساً توافقياً بديلاً للرئيس هادي في حال وصول الإطراف المتنازعة الى حل سياسي .

 

من حق الدكتور " المتقلب " الذي لم نعد نعرف هل هو اشتراكياً أم إصلاحيا أم مؤتمرياً ان يكون له مستقبل سياسي، لكن ليس على حساب الآخرين وتضحياتهم .

نقول له هو أو وغيره ممن يريدون تجاوز الواقع في الجنوب لن تنجحوا وستحصدوا مزيداً من الفشل، لأنكم انتم قبل غيركم تدركون مزاج الشارع الجنوبي وماذا يريد .

 

ونقول له ان فقدانك البوصلة بسبب طموحك السياسي أضرك كثيراً، فلو كان أعطيت الأولية للنهوض بعدن في مجال الخدمات، لكان المواطن في الجنوب وضعك على رأسه، لكنه للأسف المواطن لن يذكر من عهدك غير الاهانة المستمرة إمام محطات البترول وإمام مكاتب البريد، وانهيار أسعار الصرف، وارتفاع الأسعار ، ومحاولاتك المستمرة لإعادة رموز النظام القديم والفاسدين الى الواجهة واستهتارك المستمر بتضحياته من اجل إرضاء الشمال ووصولك الى الرئاسة .

 

واخيراً سينتصر شعب الجنوب لأنه صاحب إرادة قوية وفولاذية ووعي ولا يمكن ان تنطلي عليه المغالطات الإعلامية التي كانت احد أدواتكم لتحقيق طموحكم المحدود، لأن طموح الشعوب دائماً ينتصر على الطموح الذاتي، ولك في عفاش مثال ونموذج ! .