شرعية الفساد والفتنة وأصواتها بالداخل والخارج راهنتْ على أمرين لإفشال الفعالية الجنوبية التي أقامها المجلس الانتقالي الجنوبي يوم "السبت" في محافظة أبين "زنجبار":
أولاً: التهديد بمنع إقامة الفعالية ولو بالقوة وإضفاء روح الخوف في النفوس بحسب بيانات نارية تطفح شرر ونار منسوبة لعدد من مسئوليها وأتباعها.
ثانياً: ولمّـا تبدأ لها - أي الشرعية و أصواتها -استحالة المنع بعد أن وقف أبناء أبين موقفهم المشرف ومزقوا خيوط الفتنة التي نسجتها هذه السلطة وأصواتها خلف الحجب طيلة الساعات التي سبقت الفعالية, لم يبق معها بعد ذلك غير الرهان على إضعاف الحضور من خلال الترويج لأعمال عنف وعمليات ارهابية مزعومة بغية بث الهلع بين صفوف المواطنين وتقليص عددهم الى أدنى نسبة, ولكن كانت الصدمة لهذ السلطة وأتباعها مرة أخرى, بالحضور اللافت والكبير الذي حضر الى مكان الفعالية برغم صعوبة الأوضاع المعيشية, و طغيان حالة شحن الأجواء بخطابات التهديد والقمع تارة, وبالتلميح الى أن المحافظة تمور بالجماعات المتطرفة وأن البلاد ما تزال تعيش حالة حرب تارة أخرى.
فنجاح الفعالية له أكثر من دلالة,أهمها أن أبين اثبتت أنها قوة الجنوب وعمقه الاستراتيجي وعصية عن ان تساق الى المجهول معصوبة العين. وكشف أكذوبة هيمنة التطرف على المحافظة التي تحاول جهات مأزومة إلصاقها بالمحافظة لحسابات سياسية بائسة.
فلأنها أبين بكل شموخها فلا غرو أن تجهض هذه النوايا وتنتصر للجنوب ككل وليس فقط لنفسها, فهي خاصرة الجنوب وعموده الفقير, جغرافيا وتاريخيا.
ولأنها أبين موئل النضال الوطني في التاريخ المعاصر ومستقر العزة والإباء فلا غرابة أن تقف هذا المواقف المشرف. ولأنها أبين أيضاً فقد كانت وستظل إن شاء الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر بجهات الوطن الأربع.
فوطن يخرج من بين جوانحه سالم ربيع علي,وعلي ناصر ومحمد علي هيثم والحسني وعشال ومقبل وجاعم والجعري وغيرهم كُــثر لن يكن إلا بالموقع الصحيح وبالمكان المشرف الذي يليق به كمحافظة وكجنوب, وبالتالي فلا غرابة أن تضيف صفحة مشرفة أخرى الى سفر نضالها وتاريخها البهي.