لم تغني التحذيرات المسبقة للمخابرات السعودية الإماراتية للإدارة الأمريكية من مخطط إرهابي كبير للقاعدة يستهدف مصالحها قبل أشهر،في وقوع استهداف برجي التجارة العالمية بأحداث ال11من سبتمبر الشهيرة 2011م
حيث وقعت تلك العملية الهجومية الأضخم لتنظيم القاعدة رغم كل تلك التحذيرات والخطوات والاحترازات الأمنية الأمريكية.
وبالتالي لم تعفي تلك التحذيرات الاستخباراتية السعودية من عواقب دفع الثمن الباهض لجاستا واشنطن على تلك العملية التي سبق لمخابراتها أن علمت بها وحذرت منها قبل أشهر من وقوعها.
ولذلك وبناء على هذه المعطيات فإن المخابرات العسكرية الرئاسية مسؤولة بشكل أكبر من غيرها ان لم تكن متهمة،كونها اكتفت بتحذير كتابي على أكبر عملية إرهابية بهذا المستوى ولم تقم بالتوجيه بتنفيذ عملية أمنية استباقية مباغتة لتلك العناصر التي اثبت التحذير انها كانت على علم جيد بتفاصيل خطتها الهجومية وطبيعة تحركاتها واستعداداتها الارهابية لتنفيذ تلك العملية المزدوجة بسيارة مفخخة يتلوها انغماسيين اضافة الى ان تلك المخابرات العسكرية الرئاسية بقيادة الرئيس المقيم خارج اليمن لم تقم بكامل واجبها ومسؤولياتها في التأكد من مدى درجة التجاوب مع تحذيرها الأمنية وتتبع مستوى العمل بموجبه في حال افترضنا صحة إرسال وتوزيع البلاغ على مختلف الجهات الأمنية والعسكرية بعدن أو ان هناك أي تقصير في الاستعدادات واليقظة الأمنية ولم يكن هناك فعلا أي علاقة لمحاولة اغتيال مدير الأمن اللواء شلال شايع من خلال تلك العملية التي استهدفت مقدمة موكبه الذي وصل قبل العملية بدقائق الى موقع انفجار السيارة المفخخة ان لم تكن ثوان بالأصح وخاصةً بعد اكتفاء الرئيس بالتواصل مع وكيل بوزارة الداخلية للاطلاع على تفاصيل الأحداث وتعزية نائب مدير الأمن بوفاة أحد مرافقيه في تلك العملية التي كان يشرف عليها مدير الأمن شخصياً ومن مكان الحدث كما ظهر وهو يتحدث من موقع حصار وتطهير الارهابين داخل مقر البحث الجنائي امس ويؤكد للعربية الحدث بكل شموخ وشجاعة استمراره في مهمة استئصال الارهاب ومواصلة عملية مكافحته مهما كانت التحديات والمخاطر.
مع العلم أن الاختراقات الامنية الارهابية،تقع إلى يومنا هذا ،في أكبر البلدان واقواها عسكريا وامنيا واستخباراتيا ولايعني هذا فشلا لأجهزتها الأمنية كما يريد أن يقول من يقومون بتسريب مثل هذا التحذير الاستخباراتي الادانة للرئيس هادي ودائرته الأمنية المحيطة به أكثر من كونه شهادة على قوة استخباراتية أمنية لكون ذلك لاينسجم منطقيا وعقليا مع وقائع الوضع الحكومي الجاري وحقائق الأمور الأمنية القائمة اليوم في مناطق الجنوب المعاقب من شرعيته المغيبة وطنيا على مختلف المستويات والأصعدة .
#ماجد_الداعري