هاتوا مالديكم لكي نقيم الحجة على الإنتقالي

2017-10-26 07:52

 

لا أحبذ نقاش الاختلاف بين بعض الجنوبيين حول التوجهات السياسية وخصوصا بعد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي و الذي يحاول اليوم البعض تعظيمه لدرجة تشعرك و كأننا نشهد ونعيش معارك طاحنة تسيل فيه الدماء حتى الركب فالأمر أيسر من ذلك بكثير ويمكن الحوار حوله بعيدا عن النزعات الفردية و تعظيم الأنا متى صدقت النيات.

دون أدنى شك إن العمل العام لا يكتمل حتى في أرقى المجتمعات الديمقراطية فما بالنا وشعب الجنوب قضى أكثر من نصف قرن منذ بدأ مشروع اليمننة السياسية للجنوب ونحن ندخل في أزمة ونخرج منها بحرب .

 

اليوم نحن أمام مشروعين يتصارعان حول مستقبل الجنوب مشروع إبقاء الجنوب تحت هيمنة صنعاء وتعميق يمننته تحت مسمى الدولة الاتحادية اليمنية (مشروع الأقلمة) ومشروع آخر هو مشروع إقامة دولة جنوبية اتحادية تخرج الجنوب من تحت عباءة اليمننة السياسية و هيمنة قوى نفوذ صنعاء وتقيم دولة المواطنة والقانون على أرضه بحدودها الدولية المعروفة.

 

إذن عندما نتحدث عن المجلس الانتقالي فنحن لا نتحدث عن مكون محاصصة جهوية أو توزيع وظائف تشريفات وإنما نتحدث عن مشروع سياسي يدافع عن قضية طال انتظار ظهور حامل سياسي يحظى بتأييد أغلبية جنوبية دون إقصاء كل من يشارك المجلس في رؤية هذا المشروع السياسي للشعب الجنوبي الهادف لاستعادة الهوية الجنوبية وبناء دولته الجنوبية الاتحادية.

 

قرأت كثير من آراء و تحفظات وانتقادات وتلقيت ملاحظات مكتوبة من بعض الأخوة المعارضين للمجلس وكلها تتمحور حول نقطتين فقط , لا أريد خوضها هنا حتى أبقي الأمر للنقاش بعيدا عن الجدال الذي لن يقدم الكثير لحلحلة هذا الاختلاف الذي في اعتقادي ليس كبيرا و لكنها النفس البشرية.

 

ما أعتقد أنه سيكون مجديا و فاعلا بالنسبة لجميع الإخوة الذين يعارضون المجلس هو أن يتقدموا بوثيقة موقعة يعلنون فيها صراحة أنهم مع مشروع الدولة الجنوبية الاتحادية و يحددون فيها ماهية تحفظاتهم وانتقاداتهم على المجلس الانتقالي و وجهة نظرهم في المخارج التي يمكن أن تؤسس لعمل مشترك ودعم توجه وعمل المجلس, وعندها إن لم يقف المجلس أمام تلك التحفظات أو الآراء و المساهمة في حلها فسنقيم الحجة عليه, أما إبقاء الحديث في مجموعات المنصات الاجتماعية فهو ليس عملا سياسيا يمكن أن يبنى عليه أي مشروع سياسي للمستقبل .

 

*- أكاديمي وباحث سياسي