هل اقترب الحل السياسي في اليمن ام مازال حلم بعيد المنال !! (تقرير)

2017-09-19 06:01
هل اقترب الحل السياسي في اليمن ام مازال حلم بعيد المنال !! (تقرير)
شبوه برس - خاص - عدن

 

تقترب الحرب في اليمن من عامها الثالث، في ظل ركود الجبهات وعجز الأطراف المتقاتلة عن تحقيق أي انتصارات عسكرية نوعية جديدة، ولا سيما في محيط العاصمة اليمنية صنعاء، وهو ما يفتح بوابة امل جديدة بوضع حد لنهاية الحرب الدامية التي اشعلها الانقلابيون مطلع العام 2015 .

 

الملف انساني مدخل للضغط على الأطراف المتصارعة :

تراوح جبهات القتال في المناطق الشمالية مكانها منذُ اكثر من عامين، في وقت تتزايد فيه الأوضاع الإنسانية سوءً لا سيما في ظل استمرار انتشار وباء الكوليرا وعدم دفع رواتب الموظفين وهو ما زاد من ضغط المنظمات الدولية على الأطراف المتصارعة بهدف الوصول الى حل سياسي .

وتسعى الأمم المتحدة الى الضغط على لأطراف المتحاربة في اليمن من خلال الملف الإنساني حيث طالب زيد بن رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بضرورة إجراء تحقيق دولي على وجه السرعة في تقرير بشأن ارتفاع عدد قتلى بين المدنيين .

 

وقال بن رعد في كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف إن “ما بذل من جهود قليلة لمحاسبة المسؤولين عن ذلك خلال العام الماضي غير كاف، بالنظر إلى فداحة الانتهاكات اليومية المتواصلة في هذا الصراع”.

وأضاف أن “تدمير اليمن ومعاناة سكانه المريعة سيكون لهما عواقب طويلة الأمد في أنحاء المنطقة”.

وهذه هي المرة الثالثة التي يناشد فيها بن رعد بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، حيث تقاتل قوات الحكومة، التي تدعمها السعودية، مسلحين حوثيين تساندهم إيران.

وقال مكتب بن رعد الأسبوع الماضي إن 47 دولة في مجلس حقوق الإنسان لا تمارس مسؤولياتها بطريقة جدية، وحثها جميعا على التحقيق في “الكارثة التي هي من صنع الإنسان بالكامل”.

 

بدوره حمل السفير البريطاني لدى اليمن سايمون شيركليف الحوثي وصالح مسؤولية الوضع الإنساني في اليمن، داعياً إياهمها إلى الاستجابة لمساعي مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد ومناقشة مقترحاته بعناية.

وطالب شيركليف بحسب صحيفة “الشرق الأوسط “، الحوثيون  ومؤتمر صالح، “بتحسين الوضع الإنساني الذي كانا سببا في وصول بلادهم إليه واعتبار الشعب اليمني أولوية عند مناقشة الحلول”.

وقال السفير” إن الوضع في صنعاء لا يزال غير واضح المعالم، فتاريخ اليمن يقول إن الصراعات السياسية واردة الحدوث”.

وأوضح أن المخرج الحقيقي الوحيد من الأزمة يتمثل في الحل السياسي، واعتبره “ليس مستحيلا”.

وقال “الحل السياسي يتطلب مشاركة جميع الأطراف بصورة بناءة من دون شروط مسبقة، وهذا لا يزال ممكنا، ولا نعتقد أن هناك حل عسكري للصراع القائم، ولذلك ندعو الأطراف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات فورا للوصول إلى اتفاق”.

ويرى السفير البريطاني أن “الوضع في اليمن مأساوي، والبلاد تشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم بالوقت الحالي، ولذلك فالبحث عن حلول عن طريق المفاوضات يمثل أولوية بالنسبة لنا”.

 

وضع معقد :

ويرى مراقبون ان الأطراف المتصارعة في اليمن، لا تملك نية حقيقة للدخول في مفاوضات سلام، ولا سيما بعد الخلاف الذي بات يعصف بطرفي الانقلاب في صنعاء، وسيطرة الحوثيين الشبه كاملة على مقدرات الدولة هناك ورفضهم التعاطي مع مقترحات ولد الشيخ الأخيرة بخصوص وضع ميناء الحديدة ومطار صنعاء .

بالإضافة الى ظهور تجار الحروب الذين باتت الحرب بالنسبة لهم مصدر دخل وثراء، ولا سيما من قيادات الجبهات العسكرية في محيط صنعاء وغيرها من الجبهات .

 

امر واقع في الجنوب

الانتصارات النوعية الوحيدة التي تحققت في المحافظات الجنوبية، وكان ابطالها المقاومة الجنوبية وبدعم من التحالف العربي والمتمثلة في تحرير هذه المحافظات من عناصر مليشيا الحوثي وصالح وقطع يد ايران عن ممر باب المندب احد اهم الممرات في العالم، افرزت واقع جديد في الجنوب، بعد ان اثبت انه شريك حقيقي للتحالف العربي والتحالف الدولي في مكافحة الإرهاب .

هذا الواقع تحاول بعض الأطراف اليمنية في الشرعية وفي الانقلاب تجاوزه في أي حل سياسي، وهو ما يعني تعقد الحل السياسي في اليمن، لأن أبناء الجنوب لن يرضوا بأي حلول تستنقص من تضحياتهم، ولا سيما بعد الانتصارات التي تحققت والتضحيات التي قدموها .

 

تدخلات إقليمية :

ما يزيد الوضع تعقيداً ان الاحداث في اليمن منذُ بدايتها على ارتباط وثيق بالصراع الدائر في المنطقة، ولا سيما محاولة ايران توسيع نفوذها في سوريا واليمن والعراق وغيرها من دول المنطقة، لذلك من الصعوبة ان يحدث تقارب بين الأطراف المتصارعة في اليمن، في ظل خضوع مليشيا الحوثي الكامل لإيران واجندتها في المنطقة .

 

الازمة الخليجية :

القت الازمة الخليجية بظلالها على مجريات الاحداث في عدن، ولا سيما بعد كشف دور قطر التأمري على التحالف العربي وانحيازها للأنقلابيين والتنسيق مع ايران، ودخول قطر على الازمة يعني اطالت امدها بهدف إعاقة التحالف عن تحقيق أي انتصار في اليمن، وتهدف قطر من ذلك تحقيق مكاسب سياسية تضعف موقف باقي دول الخليج المقاطعة لها .

 

*- شبوه برس – يافع نيوز