منذ قيام المجلس الأنتقالي بالأعلان عن نفسه كمجلس مفوض من ثلاثة مليونيات والسهام توجه له من كل حدب وصوب ، وبطبيعة الحال هذا الأمر مُتوقع وليس بغريب لأنه بكل بساطة ملئ المجلس الأنتقالي الفراغ الجنوبي الذي دام لمدة لأكثر من ربع قرن وخلال تلك الفترة ترتب عليها مصالح للبعض بشكل خُرافي يكسبون من الملاين وهذا هو التفسير المنطقي لكل مايتعرض له المجلس الأنتقالي من هجوم ، وهناك بلاشك فئة كانت تسعى لأن يكون لها موقع في ذلك المجلس بشكل أو أخر ولم تحصل عليه .
مايهمني في هذه المرحلة الفاصلة مابين تاريخين مرحلة ماقبل المجلس الأنتقالي ومرحلة مابعد المجلس الأنتقالي هو الدفع الذي حصل عليه المجلس الأنتقالي بثلاثة مليونيات من الشعب الجنوبي الذي أفحم الجميع بتلك المليونيات والتي جعلت الشرق والغرب ينطق ويتكلم بحق الشعب الجنوبي بعودة دولته ، وهذا أنجاز حققه الشعب الجنوبي ولم يحققه المجلس الأنتقالي وهذا مايحب على مُناوئي المجلس الأنتقالي أن يفهموه ، فمعارضة المجلس الأنتقالي هو معارضة لخيار الشعب الجنوبي وهذا لاجدال ولانقاش به مهما كانت الأسباب والمبررات التي يسوقونها عبر أرائهم التي نحترمها طالما أنهم أحترموا خيار الشعب الجنوبي الذي فوض المجلس الأنتقالي للحديث بأسمه ويسعى لعودة دولته ، غير ذلك أنصح البعض بعدم وضع العصا بدواليب عودة دولة الجنوب بالف حجة وحجة ، لتعد الدولة الجنوبية أولاً ومن ثم لكل حادث حديث ، حيث ذكرت بعدة مقالات سابقة بأن لشعب الجنوبي أنتظر عشر سنوات لكي تتفق الأحزاب والفعاليات والنشطاء على حامل سياسي يمثل الجميع ويتحدث بأسم الشعب الجنوبي ولم يحصل ذلك ولم نسمع رأي ينتقد المسؤلين عن ذلك لابل لزموا الصمت وفجأة عندما لاح بأفق الجنوب عودة دولته أرتفعت أصواتهم تتهم المجلس الأنتقالي بالمناطقية تارة وأخرى بالعمالة للخارج وغيرها من أقوال ما أنزل الله بها من سلطان .
لا أستبعد حقيقة أشتداد الهجمة على المجلس الأنتقالي في هذه الفترة وحتى في الفترة المُقبلة لأنه بكل بساطة سيغير معادلات الربح والخسارة في أرض الجنوب بحيث أنها ستصب في النهاية لصالح الشعب الجنوبي وليس لصالح حفنه أمتهنت التكسب على حساب الشعب الجنوبي كأمراء حرب لايودون الأستقرار لشعب الجنوب لأنهم يُدركون بأنهم أول الخاسرين في هذه المعركة.
فأنتبهوا ياجنوبيون فأنتم الأن بمنتصف عنق الزجاجة فخروجكم كاسبين المعركة بيدكم أنتم لابيد أي أحد أخر ، فكلما توحدتم ورفضتم أصوات النشاز التي تخرج من بين أوساطكم كلما قربتم ساعة الخلاص وعودة دولتكم والأمر راجع لكم.
أنور الرشيد