دون أدنى شك إن سبب من الأسباب الرئيسة التي حالت دون إحراز قوات الشرعية أي انجاز عسكري كبير في مناطق نفوذ القوى التقليدية و الدينية و الحزبية اليمنية و في مقدمها حزب الاصلاح شكل خيبة أمل كبيرة لدى مواطني تلك المناطق الذين يسعون و ينتظرون الخروج من تحت هيمنة الانقلابيين الحوثة و اتباع المخلوع و كذلك مثل معلم أساسي في تاريخ هذه الحرب عكس خيانة هذه القوى للشرعية و للتحالف العربي الذي بذل الغالي والنفيس لنصرتهم لكي يعودوا لأرضهم.
لم تكتفي هذه القوى اليمنية بخذلان التحالف بل و تآمرت عليها و عملت بكل قوة على استنزاف الموارد المخصصة لهذه الحرب و المعونات الانسانية لتسخرها في أمور بعيدة عن أهداف المعركة فكان جزء من هذه الأموال ذهب لتمويل منظمات مفرخة و جمعيات خيرية الهدف منها بعيدا تماما عن أهداف عاصفة الحزم و إعادة الامل و من هذه الأهداف فبركة أخبار كاذبة و محاولات الدس بين دول التحالف و نشر تقارير كاذبة عن معتقلات وهمية لا توجد إلا في مخيلتهم (و إن وجدت فالجميع يعرف أن البلد في حالة حرب و مع هذا فإن تفعيل مؤسسات القضاء أصبح ضرورة لكي لا يتعرض أبرياء لأي نوع من الظلم و قد قلنا هذا من أشهر) في محاولة دنيئة و بائسة لزعزعة استقرار مناطق الجنوب المحررة كل ذلك لان هذه القوي و خصوصا حزب الاصلاح قد وضعت نفسها في موقع الخصم لبعض دول التحالف خصوصا الامارات خدمة لإرضاء قوي إقليمية.
إن ما نسب من تقارير عن انتهاكات حقوق الانسان في عدن و المكلا من قبل منظمات حقوقية لا يمكن لأي عاقل الا ان يضعها في خانة الإساءة بل الخيانة لان من مولوا هذه التقارير و انتصروا و هم يعرفون قبل غيرهم أن من هم في سجن المكلا الرسمي هم معتقلوا القاعدة و انصار الشريعة الارهابيتين و كذلك الحال للمعتقلين في سجن عدن الرسمي او حتى في سجون فرعية في لحج او ابين جميعهم متهمين بجرائم قتل و تفجيرات إرهابية و هذا الانتصار لهم من قبل هذه القوى ليس لان حقوقهم انتهكت بل لأنهم لا يرون في اعتقالهم ضرورة أي انهم يرونهم مجاهدين لا بد من تركهم يعبثون بامن الناس و يسفكون الدماء لتحقيق حلمهم في وصول خلافة أبوبكر البغدادي إلى عدن و الجنوب.
إن محاكمة هؤلاء أصبحت ضرورة في محاكم نظامية لكشف حقيقة الإرهاب و تعرية أنصاره أمام العالم و لذلك أصبحت عودة القضاء بكل أقسامه محاكم ادعاء عام مكاتب محاماة أصبح اليوم ضرورة قصوى على حكومة الشرعية أن تقوم بتفعيله بأسرع وقت ممكن.
*- د حسين لقور بن عيدان - أكاديمي جنوبي