بسم الله الرحمن الرحيم
23 / مايو ...يوم عادي يمر على الأغلب الأعم من الناس ...يوم كسائر الايام ...لكن هذا اليوم في مشاعر ووجدان أبوة فقدت أعز احبائها لا يمر كسائر الايام ليس يوما عاديا حين يقترن بفقد ذلك الحبيب والشوق اليه مقرونا باليأس من لقياه إلا في العالم الاخر
ففي مثل هذا اليوم من عامين اختطفت الأقدار ابن شقيقي وولدي سعيد محمد الدويل شهيدا مقاتلا في مواجهة الاحتلال الحوثعفاشي ، الذي جاء غازيا يجوس ديارنا في حرب لم يكن من خيار فيها إلا قبول الدنية والاذعان لها أو اختيار طريق المنية مهما كلفت .. فعرض الذين انتخت رجولتهم انفسهم وفلذات أكبادهم وتحملوا فاتورة الدم مهما كان عبئها ثقيلا وثمنها فظيعا فاخذت أقدار الله منها ماتشاء وتركت ما تشاء ، في حرب عدوان فرضها اليمن الطائفي مثلما فرض قبلها اليمن العصبوي الإخواني حرب 94م .. فانبرى لها حاله حال المئات بل الالاف من شباب المقاومة الجنوبية في شبوة والجنوب عامة ، فلم ينتظر حتى تأتيه تلك الجحافل المتعجرفة بل ذهب اليها مقاوما مناضلا عندما وطئت أقدامهم أرض شبوة في بيحان ، فاختارته الاقدار شهيدا في معارك الشرف واستشهد في مثل هذا اليوم من عامين في عقر داره في معركة الضلعه وادي صدر .
انطوت حياته ضحى ذلك اليوم من عامين فودعت فيه حبيبا كان جزءا من روحي ... كل الابناء يكونون محبوبين لكن قلة منهم يكون جوهرة العقد وثمرة القلب ..كان في ريعان صباه وتفتح رجولته.. ممتلئ املأ وإصرارا ورجولة ...لن اصف قدراته وشجاعته ومؤهلاته القيادية وكرم نفسه وما يكتنزه من جود واباء ، فتلك صفات ومزايا يعرفها ويثمنها كل الذين عاشوا معه او عملوا معه او حاربوا معه ..
كلامي عن ابن مطيع متوقد ذكاء صار رجلا ولم يدخل مرحلة الرجولة بعد .. فاختطفته الاقدار قبل ان تعركه الحياة ويعركها فظهر صفاء ونقاء وقوة معدنه ولم يرتقي بعد في مراتب العمر ...
حين اهلت فوقه التراب في مثل هذا اليوم من عامين كانت روحي تنزف وقلبي يتقطع الما وحزنا وحسرة .. ادركت حينها انه غادر مغادرة لا لقاء بعدها الا في العالم الاخر ...
ااه كم شعرت أن الحياة تافهة وحقيرة وان البقاء فيها لن يطول مهما طالت بأحد منا الحياة وسنونها .
لست الوحيد الذي فقد غاليا وعزيزا في حرب الغزو القذرة ورغم مكانة المحب في وجداني ومشاعري وكذا في وجدان ذويه فالدنيا ومصالحها تاخذهم.. وتسير الحياة بهم فلا تتوقف أو تنتهي بفقده ، هذه سنة من سنن الله في عباده لتخفيف الأسى والحرقة لفراق من نحبهم مقرونة بالصبر على أقدار الله وانها من تمام الإيمان ..
الحي لديه قدرة التعايش مع فقد احبته... يسلي نفسه ويعزيها بثقة مطلقة بأن ما أخذه الله اخذه لحكمة وما أبقاه أبقاه لحكمة ..
من رحمة الله ان الحزن على فقد الأحبة يبدأ كبير مؤلما حارقا لا يطاق ثم بلطف الله يصغر بمرور الوقت ..لكن في مقابل صغر الالم وخفوت حرارة الحرقة ولهيب المها يكبر في النفس يوما بعد يوم شعور الافتقاد والشوق لمن نحبهم واختفتهم النون . افتقاد لا يملأ شاغره أحد ..تتراكم الحرقة وتتحول الى افتقاد كظيم لاتمحوه الايام ولاتبليه السنون
ها أنا بعد عامين من افتقاده اجد أن افتقاده والشوق إليه يكبر يوما بعد يوم حين أمعن النظر واجد مكانه شاعرا في وجداني بل شاغرا في مجالات ومواقف ومهام ماكان يقوم بها سواه ... لكني اجد عزائي بأنني أرى بشائر النصر الجنوبي الذي ضحى بحياته من أجله أراه يلوح ويدنو ويقترب فأجد بعض العزاء بأن دماء شهداء المقاومة الجنوبية والشهيد سعيد منهم لم تذهب هدرا وان روحه مع الاف من ارواح طاهرة انتصرت للحق وجابهت وكسرت عنفوان الظلم والاحتلال وانه مهما كان الثمن قاسيا في قلوب ذوي الشهداء فإن مايخفف حرقة فقدهم انهم يرون بأن بشائر النصر قادمة بإذن الله .
أدعو الله أن يتغمد الشهيد سعيد وكل الشهداء برحمته وان يسكنهم فسيح جناته وان يبدلهم دارا خيرا من دارهم واهلا خيرا من أهلهم انه عل. ذلك لقدير