♦الوطن والسلطة ليسا شيئا واحدا ...حقيقة منطقية يعرفها الجميع وأولهم اللواء عيدروس الزبيدي ..الرجل ليس بقاصر نظر بحيث لايدركها. .هو سيعمل عليها مهما كانت الاقالة مجحفة ولا تنطلق من معايير الكفاءة أو عدمها فالوطن أولا وثانيا .
♦هدأت ثورة الجنوب بعد تحرير المحافظات الجنوبية لكي لاتضيف على التحالف وعلى الشرعية عبء اكثر مما لديهم فكان الاستنتاج الخاطىء ان كل شيء انتهي !! ، وتم تجهيز مشروع الشمال القادم على متن الشرعية.. مشروع في نفس خطر مشروع الشمال بالانقلاب
الانقلاب لم يجد ارضا سهلة في الجنوب ولن يجدها المشروع الشمالي عبر الشرعية
♦ليس الخلاف على إقالة اللواء عيدروس الزبيدي فالمنطق يقول إن من أقسم لشرعية ما عليه أن يقبل إقالتها، لكن الاقالة لم تكن لمصلحة وطنية بحتة ..ففي الشرعية فساد مالي وإداري وسياسي وسوء اداء لدرجة الاعاقة لايخفى على الجوار كان جديرا بالتحقيق والإقالة ... التصفية تكون من الأعلى إلى الأسفل كل حسب دوره في الخلل وسوء الاداء ، لكن القرار جاء على خلفية تهميش المقاومة الجنوبية الحقيقية ، قيادات وافرادا سواء من التحالف أو الشرعية واتخاذ موقف سلبي منها وفي احسن الأحوال تعاملت مع افرادها كوقود حرب لا تخدم أي هدف جنوبي ..وعلى خلفية أن دول التحالف لم تعمل جهدا لأ ظاهرا ولا من خلف الكواليس لأجل القضية التي ضحت من اجلها المقاومة وذلك تحت ضغوط واستشارات قوى شمالية تربط الحرب بضرورة اتخاذ موقف سلبي عدائي من المقاومة الجنوبية وقادتها ورغم ذلك ظل الحراك والمقاومة وقياداتها اوفياء للمصالح العليا للجوار حتى الآن .
♦أن طريقة استقبال الاقالة سياسيا واعلاميا من كل القوى الشمالية الحزبية في الشرعية وغيرها يؤكد أن الأمر دبر وخطط له مع تلك القوى وأرادت تلك القوى بذلك الترحيب بالإقالة عدة أبعاد منها:
1⃣ هي تريد أن تستفز الشارع الجنوبي لتصل الأمور لدرجة الصدام بين القوى الجنوبية حراكا ومقاومة مع الجنوبيين في الشرعية ، بعد عمل على إذكاء المناطقية ، لتؤكد للعالم وللجوار بأن الجنوبيين غير قادرين حتى على إدارة محافظة وأنهم سيتقاتلون عليها !!
2⃣ هم فشلوا في استمالة الشارع الشمالي واثبت الانقلابيون انهم الأكثر ثقة فيه من القوى الشمالية التي مع التحالف ، وبذلك فهي رسالة استجداء للداخل الشمالي تقول له : نحن التيار الأقوى !! نثبت من نشاء ونزيح من نشاء، راس الشرعية بايدينا القرار قرارنا ، والوحدة بأيدي امينة لاينقصها إلا أن تقفوا معنا وتساندونا !!
3⃣ هي رسالة خلخلة للشارع الجنوبي ، فمؤسسات الشمال الأمنية والحزبية تعرف كيف تتعامل مع الجماهير وتوجهها بدغدغة عواطفها ، هم يعرفون أن أي شخص أو تيار أو حزب تؤيده القوى الشمالية من الجنوبيين فإنه سينال غضب وعدم رضى واتهام بالخيانة في الجنوب ، لذلك فتوافق كل القوى الشمالية في التأييد والمباركة بإقالة عيدروس القصد منه حشد الشارع الجنوبي ضد الخلف المفلحي الذي في الحقيقة لا تكن له تلك القوى المؤيدة للاقالة خيرا بل تكن له ماتكن لسلفه ، لكنهم يريدون تعبئة الراي العام الجنوبي ضده وانه رجلهم لكي لا تتقبله الحاضنة الجنوبية فيسهل ازاحته
4⃣ هذه القوى الشمالية متأكدة من ان ردة فعل الشارع الجنوبي ستكون قوية ورافضة لقرار الاقالة ...وهي تريد أن تصور ذلك للجوار وبالذات المملكة العربية السعودية بأن هذا الرفض يقوم به التيار الموالي لإيران وهذه فرية كبرى سوف يسوقونها في مراكز القرار السعودي بالذات..نتمنى أن ينتبهوا لها الإخوان في المملكة
♦الأخوة في التحالف وبالذات المملكة ..الجنوبيون خرجوا في ثورتهم من اجل استقلال الجنوب لم تكن ثورتهم محسوبة على اي طرف إقليمي ، ومن حقهم أن يبحثوا عن أي داعم دولي أو إقليمي .. لكنها ثورة راشدة تفرق بين التحالف السياسي والتحالف الاستراتيجي المضر فلم تتحالف مع مايضر الجوار العربي ومصالحه . أثبتت ذلك المقاومة الجنوبية عندما خاضت المعارك دفاعا عن قضيتها ضد قوى شمالية انقلابية كانت إلى وقت الانقلاب أكبر حلفاء المملكة ودول التحالف ثم تحالفوا مع مشروع ايران ضدها ، وكانوا قبلها يروجون في تقاريرهم للملكة ولدول الجوار بأن قضية الجنوب خطرا فهي قضية حليفة لإيران ، فاثبت الانقلاب من هو حليف ايران واثبتت المقاومة الجنوبية من الحريص على امن الجوار.
♦ هذه المواقف التي تعمدت بالدم يجب أن لا تنخدع دول التحالف بتصنيفات الشماليين من الشرعية سواء كانوا إصلاح أو مؤتمر أو غيرهم...فالجنوبيون لم يخرجوا من أجل إقالة عيدروس .. وخروجهم ولا يعني أنهم ضد التحالف وهم بخروجهم ليسوا حلفاء لإيران مثلما ستقدمه التقارير الشمالية لديكم ..خرجوا من أجل الجنوب سلميا وهم في الواقع ثورة سلمية لاتحبذ العنف رغم أنها تملك ادواته وأكثر إخلاصا في استخدامه اذا أصبح ضرورة لابد منها .
♦للواء عيدروس بصمات لن ينكرها الا جاحد يمتلئ غيضا، جاء من عمق المقاومة يحمل كفنه على كتفه في وقت قصرت رقاب تتطاول الان للمنصب ، وقت خطر ودماء ومفخخات وارهاب وتفكك خدمات له بصمات لا ينكرها الا جاحد ، وله أخطاء كسائر الرجال الذين يتصدون للشأن العام . والرجل بين الشكر والعذر على ما قام به وما قصر فيه ، ورغم ذلك فالاقالة لها إبعاد أعمق واخطر ..اتضرع لله أن يجنب الجنوب شرورها