الحضارمة من المال والأعمال الى التجنيد العسكري والأمني

2017-04-30 14:57

 

انتقدت مباشرة بعد اطلاعي علي  كلمة محافظ حضرموت  يوم السبت الماضي حول مشروع إعلان أقليم حضرموت واعتبرت الإعلان غير دستوري ومخالف لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٢١٦  وانا لازلت متمسك بصحة ما قلته في مقالي السابق ومع ذلك بإطلاعي لاحقاً علي نص البيان الختامي من القرارات والتوصيات التي صدرت من مؤتمرحضرموت الجامع تجلت قراراته  بالحكمة والإبداع الحضرمي

 

سأقتصر هنامن بين القرارات الهامة تناول موضوع الاهتمام بالجوانب العسكرية والامنية الخاصة بحضرموت والتي تضمنها البيان في النقاط من رقم ١٢ حتي ١٦ بدءاً من اعتماد حضرموت منطقة عسكرية واحدة بقيادة حضرمية وتعزيز قوات النخبة الحضرمية الي قرار تأسيس كلية شرطة - وكلية حربية - ومراكز تدريب عسكرية تخصصية ( البند١٥ ) من مجمل القرارات

 

ذكرتني هذه القرارات ذات الطابع العسكري والأمني أحاديثنا في جمعية حضرموت في صنعاء قبل عدة أعوام حيث كان المرحوم الشيخ محفوظ سالم شماخ رئيس الجمعية يعبر عن أسفه وغضبه رفض كثير من  الشباب الحضرمي التجنيد والإلتحاق بالكليات الأمنية والعسكرية التي كان يسعي لإلحاقهم فيها في صنعاء حيث الغالبية كانوا يفضلوا التوجه الي الدراسات الجامعية الأخرى

 

وهذا التطور الجديد هام للغاية واستشعار من القيادات والشباب الحضرمي لأهمية المرحلة الحالية علي مستوي حضرموت والجنوب بصفة عامة وضرورة رفد التقدم في مختلف القطاعات بالتخصص أيضا في المجال الأمني والعسكري

 

وتجربة الحرب الاهلية في السبعينات في لبنان التي عرف شعبها بأنه شعب مسالم وحضاري وإذا تظهر المواجهات بين الأطراف المتصارعة شراسة المعارك التي كانوا يخوضونها  فيما بينهم

 

ويمكن القول الشيء نفسه عن أبناء عدن  في مواجهتهم مع بقية أبناء الجنوب للغزو الحوثعفاشي لعدن والجنوب وبسالتهم في المعارك التي انتصروا فيها علي الغزاة بذاتهم ثم بدعم دول التحالف العربي لاحقاً

 

الواجب الإشارة اليه هنا ان التجنيد والإلتحاق في كليات الشرطة والحربية  يجب ان يركز علي الخريجين من الجامعات وبحد أدني من الثانوية العامة حيث أظهرت الدراسات بعد حرب الأيام الست لعام ١٩٦٧- وحرب أكتوبر ١٩٧٣ ان أحد عناصر الإختلاف الكبير بينهما والذي ساهم في الانتصار ان معظم المجندين وجنود الجيش المصري  في حرب ١٩٦٧ كانوا من أبناء الريف المصري غير متعلمين وغير مؤهلين بعكس ما حدث بعد ذلك في حرب اكتوبر الذي استفاد المصريون من تجارب الدول الأخرى ومن تجربة الإسرائيليين من ناحية التأهيل ونوعية العلاقة بين الجنود والضباط

 

في الخلاصة

————

قد يتساءل البعض بين إمكانية التوافق في التوجه التاريخي للحضارم في مجال إدارة الأعمال والمصارف والتجارة والأن

 

في مجال الأمن والعسكرة اشير في الرد علي ذلك الي تجربة سويسرا بلد المصارف العالمية  والتجارة انها برغم كونها دولة محايدة الي ان التجنيد فيها إجباري ويحتفظ المجند عند نهاية التجنيد بسلاحه الذي حصل عليه في فترة التجنيد

ويجب من ناحية أخري الإشارة بضرورة وجود تنسيق بين الاطراف الجنوبية حول نظام التدريب والتأهيل حتي لا يكون كل طرف في واد عن الآخر وانما كل طرف مكمل للآخر

 

وبالطبع فكرة صناعة التسليح الذاتي والأعداد للصناعة الحربية للمستقبل يجب التفكير بها  في اطار الممكن والمتاح حالياً والاستفادة من تجارب مصر والسعودية علي المستوي العربي والتجارب الاجنبية في المستقبل