لم يأتي انتخاب الدكتور انيس باسويدان من فراغ .. فالرجل له باع طويل في السياسة الإندونيسية فتولی وزارة التعليم فترة و رأس جامعة مرموقة و عرف عنه علمه و نشاطه و نزاهته
استأت كثيرا عندما قال احد الاخوة .. هو اندونيسي فمالنا و ماله .. و هذا مؤشر قوي لجهل تاريخ الحضارم و تراثهم بالذات في الهجرة و ارتباطهم القوي بوطنهم الام
لا نستغرب هذا لأن معظم دراسات الهجرة الحضرمية كانت باللغات الأجنبية و هي مراجع كثيرة تدرس في الكثير من الجامعات المرموقة في العالم .. و حتی الدراسات القليلة باللغة العربية لا يقرأها حتی المعنيين و القادة
انيس باسويدان حضرمي خالص و متزوج من اسرة بن عجاج النهدية المعروفة و التي ايضا لها باع طويل و مرموق في اندونيسيا .. مثل اسر حضرمية كثيرة
جهلنا لمصادر قوة حضرموت سبب لنا الكثير من التأخر و ضياع فرص كثيرة علی مدی خمسون عاما .. و لا زلنا نجهل وسائل التواصل مع المهاجرين و نتبع سياسات منفرة لهم .. لمست هذا من تواصل شخصي مع الكثير من حضارم اندونيسيا .. و منهم الدكتور انيس باسويدان
العلم ليس رفاهية او نزاهة .. بل هو ضرورة لتقدم الشعوب .. و الحضارم بالذات يمثل العلم لهم طوق النجاة
علمائنا في دراسات الهجرة قليلون جدا و كثير من قادتنا اما يجهلون هذا الكنز البشري و قوته .. ام انهم اصلا مصابون بالجهل
فرص كثيرة تفوتنا .. علی ندرتها .. لاننا لا زلنا لا ندرك و لبس هناك من ينور طريقنا و يفتح آفاقنا الواسعة
ندرك جيدا انه لا حكم الاشتراكي و لا الحكم الشمالي كان يرغب او يترك لحضرموت الاستفادة من مصدر قوتها الاساسي .. الا و هو مهاجرينها اللذين اكتسبوا العلم و القيادة و المصادر الاقتصادية الواسعة علی امتداد نصف الكرة الأرضية
حلمنا لوقت قصير بفتح تلك الآفاق لكل الحضارم .. و لكن ...
هل نتأمل قليلا و نترك الانانيات الصغيرة جانبا لنخطوا نحو تلك الافاق الواسعة .. ام نبقی في تلك الحفرة التي جلبت التعاسة لعقود
الجهل لا يبني اوطان .. بل يدمرها
د سعد الدين بن طالب