أكثر من (300)شهيد جنوبي في تحرير ساحل تعز وأبنائها الإصلاحيين يطالبون بمحاكمة الجنوبيين

2017-03-18 04:04
أكثر من (300)شهيد جنوبي في تحرير ساحل تعز وأبنائها الإصلاحيين يطالبون بمحاكمة الجنوبيين
شبوه برس - خاص - عدن

 

تستمر المعارك الضارية باتجاه محافظة الحديدة وخاصة بعد تحرير الخط الساحلي الغربي ومدينة المخا الساحلية، لمنع حدوث أي تهريب للأسلحة عبره إلى مليشيات صالح والحوثي، وبهكذا يقدم الجنوبيون خدمات كبيرة في تحرير الشمال، الذي لا يزال يرزح تحت وطأة تلك المليشيات، منذ أن انتهت منه آخر جيوب الدولة عند طرد الرئيس هادي من صنعاء بعد حبسه، فأصبح الشمال مرتعاً خصباً للمليشيات، بما فيها الجيش، الذي أصبح يتحرك بإمرة تلك المليشيات.

 

سقوط أكثر من300  شهيد جنوبي

وحضر الجنوبيون بشكل مهيب في إعادة الدولة الصريعة بيد مليشيات الحوثي – صالح، ومن أرض الجنوب والعاصمة عدن المحررة من قبل أبنائها، ومن أبرز الجبهات التي لا تزال تتواصل فيها الانتصارات الجنوبية المختلفة، هي جبهات الساحل الغربي الممتدة حتى سواحل محافظة الحديدة، والتي تمَّ إطلاق تسمية "الرمح الذهبي" على عملياتها.

 وسقط في تلك المواجهات الشرسة وحدها، ما يزيد عن 300 شهيد من أبناء الجنوب، الذين ذهبوا لمساعدة أشقائهم في الشمال، وكان آخرهم قيادات جنوبية رفيعة المستوى، هزَّ موتها حالة من الغليان في الشارع الجنوبي، منهم: القياديَيَن الصبيحييَن، ونائب رئيس هيئة الأركان اليافعي، ومرافقيهم، وعدد كبير من الجنرالات العسكرية الجنوبية من الذين تم إقصاؤهم، بعد حرب الفصل الأول في صيف 94م الظالمة.

 

ولا تزال الجبهات هنالك مشتعلة لتحرير ما تبقى من الساحل باتجاه محافظة الحديدة، للسيطرة على آخر ميناء هناك، وإغلاق الكماشة، على تهريب الأسلحة لتلك المليشيات، وسلبها مناطق ومتنفَّسات النفوذ التي كانت تتمتع بها قبل ذلك.

 

وفيما يعتبر حالة من التناقض الكبير، يستغرب مراقبون سياسيون من قيام بعض الناشطين والناشطات في الشمال (تعز) في الآونة الأخيرة، بتقديم ملفات خاصة، ضد قيادات جنوبية بغرض ضم أسمائها إلى قائمة مرتكبي الانتهاكات الإنسانية بحق المواطنين، وتم تجميع تلك الانتهاكات عبر التفافات خاصة، وحتى الخارجين على القانون، تم الزجّ بهم في السجون، في فترة إعادة تطبيع الحياة للمناطق المحررة، التي كانت مليئة بالاختلالات الأمنية، التي كدَّرت صفو المواطنين، ويأتي ذلك بهدف عملية شيطنة الجنوب وقادته والتخلص من قضيته.

بينما يتم التغافل عن الجرائم التي حدثت في الجنوب طيلة الفترات السابقة من 94م والمجازر الوحشية التي شهدها الجنوب، وكذلك السجون السرية للمعتقلين الجنوبيين، وكذا انتهاكات الحرب الأخيرة في العام 2015م.

 

ترتيبات وأموال تُدفع ضد الجنوب

وكشفت لـ"الأمناء" مصادر خاصة وموثوقة في جنيف، أن هنالك حالة كبيرة من الحشد في أوساط اليمنيين المغتربين في جنيف، بدعوى التظاهر ضد المليشيات، التي تنتهك حقوق الإنسان  دون الإفصاح عن أي مليشيات يقصدونها ؟!.

وأفادت تلك المصادر الموثوقة، بأنه هنالك أموال تُدفع وبسخاء كبير، وتوفير المواصلات وكل مترتبات الحضور، وفوقها مبالغ مالية لكل من يتم استقدامه  من المغتربين اليمنيين في بعض العواصم الأوربية، وحضورها للتظاهر والاحتجاج على الانتهاكات الإنسانية التي تجري – حسب زعمهم - في الجنوب على وجه التحديد.

 

ويتم حالياً تنفيذ مخططات مدعومة ومموَّلة، لضرب الجنوبيين في المحاكم الدولية، مستغلين حالة عدم تمثيل الجنوبيين السياسي في الدبلوماسية السابقة، ومستغلين حالة السيطرة الكاملة على الدبلوماسية ومعتمدين على المال والنفوذ في تنفيذ تلك الأجندة ضد الجنوب وأبنائه، ويأتي ذلك تمهيداً للتهيئة الكاملة لالتهام الجنوب قبل المفاوضات القادمة، فيتم إنهاكه في كل المفاصل.

ويعدُّ محللون جنوبيون، بأن غرض هذا الاستهداف هو إرباك قوى الحراك المتواجدة في عدن دبلوماسياً، استعداداً لسحبها من المشهد، بعد رفع نغمة الناس عليها، ويأتي ذلك بالتزامن مع بدء الاستعدادات اللازمة للبدء بعمل المفاوضات السياسية في جنيف والتي تمهد لالتهام القضية الجنوبية بعد تفريق القيادات في المقاومة، وضرب شعبيتها في الأوساط الجنوبية، واستعداداً لتقديمها ضمن قوائم مرتكبي الجرائم ضدَّ الإنسانية، وستطال أي عقوبات محتملة كل القيادات الجنوبية التي اشتركت في تحرير الجنوب.

 

معايير إنسانية مزدوجة

وقال ناشطون حقوقيون بأن ما يحدث في جنيف ومحاكم دولية، من تقديم ملفات ضد قيادات جنوبية، بأنها معايير مزدوجة للإنسانية، وعملية انتقام تستغل حالة الحرب الحاصلة في البلاد، وهذا يمثل نوعاً من أنواع الكيد ومحاولة من التخلص من الخصوم، عبر المحاكم الدولية، بعد أن أصبحت تلك القيادات ثابتة على الأرض، وأضحى لها قوة تتعاظم يوماً إثر آخر.

ومن تلك التداعيات أيضاً هي تحامل بعض الكتاب الممولين من حزب الإصلاح والقيادات العسكرية البارزة التي تناصب الجنوب العداء في كتاباتهم، ووقوفهم في وجه الجنوبيين الذين يقدمون أرواحهم كي يحرروا المناطق الشمالية.

 

ويحرض العديد من الكتاب ضد الجنوب وقياداته، بغرض إعاقة حملات التحرير التي يشهدها الساحل الغربي، ومدينة المخا، ويتسبب هذا التحريض المناطقي للأهالي بأن يقفوا ضد الجنوب وقياداته بعمليات تكلف الجنوب غالياً، ويتسبب تقدم الجنوبيين في الجبهات الشمالية حالة من الإحراج في الداخل بشأن الجبهات التي لم تتزحزح منذ بداية الحرب، وفي الخارج عند تساؤل المسؤولين في من يحقق هذه الانتصارات في الجبهات المختلفة؟!، فيتسبب ذلك بإحراجهم كثيراً حسب اعترافات بعضهم.

 

سجون ومعتقلات سرية

وفي وقت سابق من هذا، كشف صحفي يمني، عن معلومات خطيرة، وانتهاكات قال أن عشرات المواطنين يتعرضون لها، في محافظة مأرب، بالإضافة إلى وجود سجون سرية.

وقال الصحفي ” فارس الحميري” في صفحته بالفيس بوك،  إن عشرات المواطنين يتعرضون للاعتقالات بتهم واهية ويتم الزجّ بهم في السجون لأشهر دون التحقيق ويُمنع عنهم التواصل مع أهاليهم ومعرفة أماكن اعتقالهم، مشيراً أن اختطافات ممنهجة تنفذ في الطرقات العامة والمدينة معظمها بتهمة “هذا حوثي” وتطال عشرات الأبرياء.

وأضاف الحميري في منشوره، قبل أيام تم إنقاذ مواطن من الانتحار بعد مضي عدة أشهر من سجنه بتهمة ” شكله حوثي مجرم”. حد وصفه.

وأكد بقوله: " إلى جانب السجون الرسمية، هناك معتقلات سرية خارجة عن سلطة الدولة وتمارس فيها أنواع التعذيب النفسي والجسدي".

 وأشار أن قيادات أمنية وعسكرية معظمهم عملوا في جهاز الأمن القومي سابقا يقفون بشكل مباشر وراء حملات الاختطافات والاعتقالات بالمحافظة.

 

وتحدث حملات اختطاف متبادلة بين صنعاء ومأرب، ولا أحد يتحدث عن تلك الانتهاكات بحق الإنسانية ولم تقدم أي ملفات توقف عمليات الانتهاكات المستمرة بحق الأبرياء، الذين قد يتم الاشتباه بهم.

وثارت حالة من الهيجان في الأوساط الحقوقية، وبين كتاب الرأي وأصحاب الفكر على خطاب صالح الأخير، الذي أثار الحفيظة العامة وسلط الضوء على ظاهرة خطيرة تشهدها صنعاء ومأرب، وكان ذلك دليلاً بارزاً على توجيهات رسمية بالقتل والإخفاء لمعارضيه بصنعاء، وهذا ما يحدث في المقابل في مأرب، مما يستدعي تدخل المحاكم الدولية لإيقاف حالة الاختطافات غير القانونية للأبرياء، الذين وقعوا تحت شبهة المتخاصمين.