اليوم أدركت يقيناً.. وتأكدت جيداً، أنه الرجل الأول والحاكم الفعلي لليمن وأن نفوذه يمتد الى كل مؤسسات وقطاعات وجوانب الحياة وأنه الأخطبوط المتمدد بخيوط نفوذه ومصالحه في كل بقاع اليمن بل ويدير أمور العاصمة عدن وكل التطورات الجارية على الساحة اليمنية والجنوبية بتوجيهات مباشرة من جهة وعبر أذرعه السياسية والعسكرية المخلصة له من جهة أخرى.
وتيقنت بالمقابل أيضا ان لا جدوى من اي تحركات دولية لازاحته او قرار بإقالته من منصبه الشكلي كنائب لرئيس الجمهورية كونه بالحقيقة الرئيس والرئاسة وكل الجمهورية كونه يقوم بدور الرئيس لرئيس الجمهورية ورئيس كل من في هذه الجمهورية التعيسة مع الأسف، ولأن الاقالة لا تعني تجريده من نفوذه ومصالحه ولجوء الآخرين اليه أو ابعاده من ولاء الأذرع التي نصبها في كل مؤسسات ومناطق ومفاصل دولته العميقة العميقة..
ولذلك فلا داع للاستبشار كثيرا والتهليل المبكر لنجاح أي تحركات او ضغوط دولية في ازاحته من منصبه كون النفوذ والمصالح والتبعات الأهم لذلك المنصب ،ستبقى مضمونة لديه وبأكثر مما هو عليه حاله اليوم، الأمر الذي ينبغي المطالبة بترشيحه رئيسا للجمهورية حتى نحمله تكاليف وتبعات الحرب السياسية الممنهجة التي تدار على جنوبنا بدوافع انتقامية على استماتة قيادة عدن في منعه حتى من الوصول الى مطار المدينة الجنوبية لالتقاط صور ذكريات استعراضية أمام اعدائه الذين اخرجوه ذات يوما صاغرا مع أتباعه ومليشياته من قصورهم ومراقدهم بصنعاء وما حولها.
والأمر الأغرب والأكثر حزنا وصدمة أن الجارة الكبرى ماتزال متمسكة به وبقوة وترفض اي مساع لإقصائه بصورة نهائية من المشهد اليمني خلال الفترة المقبلة وتواصل الدفع به الى لعب دور محوري مقبل على اعتبار انه الأقرب اليها والأكثر اخلاصا لها رغم الكلفة الباهظة التي تدفعها له ولأتباعه يوميا، ثمنا لتلك الاعتقادات التي تحاول التغافل عن عجزه عن حسم أي جبهة عسكرية منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل عامين وحتى اليوم بسبب غياب قناعته بتدمير مناطق أهله ومخاوفه على مستقبل وحدة اليمن ومصالحه الشخصية جنوباً من جهة، ورفض الرياض دفع الكلفة المالية والتسليحية الباهظة جداً التي يقاضيها بها في حال اصرت على اجباره على حسم معركة ما وخاصة جبهة نهم التي يناور بها اليوم بقوة ويزيد من أطماع التحالف بمقدرته وقواته على حسم الأمر عسكريا في اقرب وقت على امل تغيير مسار الضغوط والتحركات الدولية الجارية لإزاحته من واجهة الشرعية وتغييبه عن المشهدين السياسي والعسكري بعد اقتناع قيادات سعودية وخليجية رفيعة بانه أصبح عبئا ثقيلا عليها ولا حاجة لها به طالما والأمور تتجه نحو اعادة احياء مفاوضات الحل السياسي وفقا لخطة أممية معدلة على أسس المبادرة الامريكية لوزير الخارجية السابق جون كيري.
*- ماجد الداعري – صحفي