أول من دعا الى قيام جمهورية في الوطن اليمني في ديسمبر عام 1951 كان المناضل الوطني الذي لقب بالمجاهد الكبير محمد حسن خليفة, وذلك قبل قيام ثورة 23 يوليو المصرية عام 1952م.
وهو عميد اسرة آل خليفة من اعرق الاسر الوطنية المناضلة في عدن في عهد الاحتلال البريطاني. وبرزت من هذه الاسرة اسماء لامعة, كان اولها عميدها محمد حسن خليفة الزاخر بالروح الوطنية والذي تعرض للسجن والاعتقال والتعذيب مطلع الاربعينات من قبل المستعمر وكان مقارعا للمستعمر بكل شجاعة ووضع تحت الاقامة الجبرية كما وضع صالح لقمان واحمد محمد سعيد الاصنج شقيق الشاعر عبد المجيد الاصنج الذي ناظر الامام احمد بن يحي شعرا عندما زار عدن عام 1946م وكان وليا للعهد.
وعند قيام ثورة 1948 في صنعاء سارع محمد حسن خليفة ومحمد علي لقمان صاحب صحيفة فتاة الجزيرة وغيرهم الى تعز وصنعاء مؤيدين للثورة وبعد فشل الثورة ارسل الامام احمد من يفجر مطبعة لقمان ويحرقها وكان خليفة اول من هنأ لقمان بسلامة المطبعة ونجاتها من الحريق في عام 1948.
دعا المجاهد الكبير خليفة لفكرة قيام الجمهورية عبر صحيفة فتاة الجزيرة وورث عنه باقي شباب الاسرة روح التحرر والوطنية فكان منهم خليفة عبدالله حسن خليفة الذي قص شريط الكفاح المسلح في عدن والقى اول قنبله في عدن بعد قيام ثورتي سبتمبر 1962 وثورة 14اكتوبر 1963 وفجرها في مطار عدن قبل قيام المنظمات المسلحة بأي عملية مسلحة في عدن.
وتمكن من تصفية نائب المندوب السامي البريطاني وجرح آخرين واشتهرت العملية باسم قنبلة المطار. واودع السجن وترشح في السجن للمجلس النيابي وفاز في الانتخابات وخرج من السجن الى المجلس. كما قدمت الاسرة الشهيد ماهر خليفة في سبيل الاستقلال. وكان الشهيد ارسلان محمد حسن خليفة نجل العميد المجاهد, شهيد حرية الرأي بعد الاستقلال حيث انتقم الانجليز بأثر رجعي بعد الاستقلال وبواسطة بعض أدواته (جهاز أمن الجبهة القومية برئاسة محسن الشرجبي) من العميد باعدام ابنه ارسلان الذي تخرج ضابطا من مصر وانخرط في جيش تحرير الجنوب قبل الاستقلال ونفذ فيه حكم الاعدام في 1973ضمن التصفيات الجماعية التي طالت آلاف من خيرة رجال الجنوب من ساسة وعلماء وكوادر مدنية وعسكرية وأمنية .
كما قدمت الاسرة الفنان الوطني فرسان خليفة الذي ردد الاناشيد الوطنية في الستينيات من اجل التحرير والاستقلال وعاش ومات في المنفى .
رحمة الله الواسعة على ابطال هذه الاسرة المجيده العريقة التي يجهلها البعض كما اراد البعض تهميشها, ولكن اسماءها تظل مكتوبة بأحرف من نور على صفحات من ذهب عبر تاريخنا الوطني.