مع جل أحترامي وحبي للسلطان عبدالله بن عيسى الله يحفظه وتقديري لمشروعه الطيب والجميل والمفيد انشاء الله على المستوى الثقافي والتقارب بين شعبين المهرة وسقطرى والتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية وعلى كافة الاصعدة..
ومع ذلك فأنا أرى بأنه أخطأ في معارضته للانضمام إلى اقليم حضرموت الذي كان يفترض به أن يكون أحدا أركان هذا الاقليم، ومن ضمن المؤسسين له بصفته من أقوى شخصيات هذا الاقليم، ولذلك نرجو منه بأن لا يعيدنا إلى العزلة مرة أخرى وأن لا يطوقنا بالحصار والفقر والهوان مرة ثانية، وأن يقود أمته وجماعته وشعبه الذي وثق به وأعطاه كل الثقة وكل الحب وكل التأييد إلى بر الأمان.. وأن يضع يده بيد أخوانه من أبناء حضرموت وشبوة ويعمل من أجل إنشاء هذا الاقليم الاقتصادي الكبير والعظيم (الاقليم الذهبي) والذي سوف يكون جنة وارفة الظلال لسكان هذه المحافظات الأربع، وأن لا يخرجنا من ظل الثروة والاقتصاد والتجارة والعمل والنشاط والفرص الفردية والجماعية إلى هجير الحر والفقر والعزلة والانغلاق باسم الاقليم المهري السقطري المزعوم والتوقف عن بيع الاوهام للبسطاء من أبناء سقطرى والمهرة الذين يركضون وراء الوطنية والعصبية والقومية والافكار الساذجة التي لا تشبع ولا تغني من جوع في هذا العصر الذي هو عصر الثروة والتجارة والعمل والتكتلات الاقتصادية الكبرى ولا مكان فيه للكيانات الصغيرة والفقيرة.
وأمل أن السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار يرجع إلى صوت العقل ويحيط نفسه بمستشارين متنورين ومتطورين ويملكون الخيال والأفق الواسع ويقدرون الأمور حق قدرها ويتخذون القرارات الجرئية والمفيدة لشعبهم وتحقيق المصالح المشتركة لشعوب هذه المحافظات الأربع..
وأوضح مثال على ما ذهبنا إليه أنظروا ماذا حل بسقطرى حاليا بمجرد إنفصالها ماليا عن حضرموت وبدون ان نتخذ الاحتياطات اللازمة لتوفير السيولة النقدية في الجزيرة مثل فتح فرع للبنك المركزي في الجزيرة وتوفير فيه الاموال الاحتياطية اللازمة لمواجهة الأزمات مما أدى إلى ظهور أزمة سيولة نقدية في الجزيرة حيث أصبحت تعاني من انعدام السيولة المالية وانقطاع للمرتبات بينما حضرموت لم تشعر بازمة الحرب ولم تنقطع بها الرواتب ولم تعاني من أي مشاكل مالية حتى الآن ومازال لديها الفائض النقدي في فرع البنك المركزي والبنوك الاخرى وهذا يعتبر أوضح مثال على المصير الذي يواجهة المهرة والسقاطرة في المستقبل إذا أصروا على غي الانفصال عن الاقليم الشرقي والأنكماش والتقوقع حول الذات مرة أخرى.
*- عيسى الحرسي العجمي