ماذا عملت بكم حضرموت ، لتصبوا حقدكم الأسود عليها ؟ ؟ ؟

2017-01-20 07:00
ماذا عملت بكم حضرموت ، لتصبوا حقدكم الأسود عليها ؟ ؟ ؟
شبوه برس - خاص - وادي حضرموت

 

 التحضيرات لعقد المؤتمر الحضرمي  الجامع ، فضحت وكشفت  كثيراً من المنافقين والطبَّالين ، الذين يدعون حبهم لحضرموت  وحرصهم على وحدتها وسلامة أرضها وتحكم أبنائها في ثرواتها واستقلالية قرارها ، كما كشفت انتهازية تلك القوى السياسية التي تدعي وحدويتها وحرصها على وحدة اليمن ، وهي اليوم تسعى مع بعض الزعامات النفعية ،التي  تجري وراء مصالح شخصية والجاه الزائف من خلال كرسي السلطة  الدوار ،  لتقسيم حضرموت إلى محافظتين، وهي تدرك خطورة مثل هذه القرارات لو تمت على النسيج الإجتماعي الحضرمي، وعلى مصالح الناس ، وتعيد إلى الذاكرة فترة الحكم  الإنجلو  سلاطيني، عندما كانت حضرموت يتقاسم  حكمها ، السلطان القعيطي والكثيري ، .

 

واليوم والتحضيرات للمؤتمر الحضرمي الجامع تقارب من نهايتها ،  وسيتم عقد المؤتمر قريباً إن شاء الله ، الذي سيمثل حدثا تاريخيا هاما في حياة حضرموت وتمتين وحدتها وتلاحم أهلها ، ورص صفوفهم لمواجهة  الأخطار والأطماع والتحديات والمشكلات ، التي تواجه حضرموت وما أكثرها ،

وتأتي في مقدمتها، المشكلات الأمنية والفراغ الأمني، والغياب القوي للدولة ، التي تعاني  مديريات الوادي والصحراء منه ، ونتج عن ذلك انتشار ظاهرة القتل والتقطع والبلطجة والإعتداء على حقوق الآخرين .

 

للأسف بدلا أن تعمل هذه الزعامات الزائفة التي تجري وراء المجد على حساب وحدة حضرموت التي ظلت صامدة  خلال الفترات الماضية ، على الرغم من المحاولات الفاشلة للمساس بها ، مع كل الخيُّرين من أبناء هذه المحافظة على رص الصفوف والمطالبة بقوة بأن يتولى أبناء الوادي والصحراء وأبناء حضرموت عامة الملف الأمني والعسكري و حماية مناطقهم ومديرياتهم ، بدلا الإعتماد على الغير ، نجدهم يتآمرون على وحدة حضرموت ويطالبون بكل وقاحة بتقسيمها بالتعاون والتنسيق مع رموز في السلطة الشرعية ، معروفة بأطماعها وتطلعاتها لاستعادة سيطرتها على الجنوب وحضرموت وعلى ثرواتها ، بدلا أن تركز هذه الشرعية على حربها مع الإنقلابيين واسقاط الإنقلاب وتحرير العاصمة  صنعاء وتعز من سيطرتهم واستعادة السلطة الشرعية إليهما ،

تأتي هذه الشرعية اليوم لتوجه سهامها القاتلة إلى صدر حضرموت ، التي يأتون إليها من جبهات القتال فارين .

 

ماذا عملت بكم حضرموت لتصبوا حقدكم الأسود عليها ؟ لأنها بدأت تنتفض عليكم وعلى جبروتكم وعلى تسلطكم ، بعد أن قتلتم أبناءها واستبحتم أرضها . 

 ألا يكفيكم أيها السادة اهمالكم المتعمد لأبناء حضرموت والجنوب ، أبناء المناطق المحررة ، وهم  يعانون من الحرمان وسوء الخدمات ، وانقطاع الكهرباء وتردي الأوضاع الصحية ، وانقطاع المرتبات وتؤخرها ، وماتسببه من معاناة  وشظف العيش ، لهؤلاء المساكين الذين رفعوا رؤسكم ، عندما مرغوا أنوف المتمردين في الوحل ، بطردهم من عدن  ومن المناطق الجنوبية الأخرى ، مدحورين مهزومين نهارا جهاراً ، ويسطرون البطولات في الجبهات التي يقاتلون فيها ويسقط الشهيد تلو  الشهيد ، في باب المندب وبيحان وصعدة وغيرها من مناطق الاشتباك مع العدو ، و في الجبهات الأخرى ، التي يقاتل فيه جيشكم الوطني ومقاومتكم نسمع جعجعة ولانرى طحيناً ، مصحوبة بضجة إعلامية بالانتصارات  والبطولات الخارقة وغيرها .....! ، كما تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي ، تصرفاً أحمق وفضيحة لرئيس وزراء حكومة الشرعية    ، بأنه وقّف العمل في ربط المناطق المحررة بشبكة اتصالات حديثة وصلت من الإمارات ، بحجة الحفاظ على الوحدة  ، أي وحدة هذه يا راجل التي  تتحدث عنها  ! ، الوحدة ذٌبِحَتْ  في ٩٤ وقٌبِرَت في حرب   ٢٠١٥ م على  الجنوب ، أي وحدة هذه في بلد فية حكومتان ، بنكان مركزيان ،  و جيشان ، وعاصمتان ، ورئيسان ، العملة هي الوحيدة  الباقية من هذه الوحدة المزعومة . 

 

 حضرموت موحدة ويجب أن تظل كذلك ،  وأي محاولات لفصلها  والعبث بوحدتها ،  يجب  أن تواجه بالرفض والمقاومة ،  وعلى الجميع تشكيل  لجان وطنية للدفاع عن حضرموت ووحدتها ، في كل قرية ومدينة ،  وفي الداخل والمهجر ، لتقوم بالإحتجاجات السلمية والفعاليات السلمية الأخرى الرافضة لهذا التوجه ، وعلى اللجان التحضيرية للمؤتمر الحضرمي الجامع ، التعجيل في تحديد موعد انعقاد المؤتمر ، ليكون الرد العملي القوي على كل متطاول على حضرموت ووحدتها ، وعلى الرئيس ألاَّ يستجيب  لمستشاري السوء الذين يحيطون به ، ولضغوطات  القوى الانتهازية المتلونة والمتذبذبة .

بالأمس عند زيارتك ياسيادة الرئيس ،   لحضرموت وهي الأولى ،منذ  توليك ، اعترفت بأنَّ حضرموت قد ظلمت ، ونتمنى ألاَّ تٌظْلمٌ مرة ثانية  على يديك ، وتكون سببا في تعاسة أبنائها وخلق مشاكل جديدة الناس في غنى عنها ، لازالوا لم  يتخلصوا بعد من تلك المشكلات ، التي خلقها وغذاها النظام السابق ، وذلك  في حالة اقدامكم على اصدار قرار بتقسيم حضرموت ، سيكون هذا القرار كارثياً حقا على حضرموت وعلى الجنوب ، وعليكم  شخصيا ، حيث سيقضي تماما على شعبيتكم وسيخدم الإنقلابيين ومن يسير في نهجهم لاغيرَ

 

بقلم الأستاذ : فرج عوض طاحس – حضرموت