يوم هزمنا الهزيمة

2017-01-13 18:06

 

نعم هزمناها و إن كان ذلك بشق الأنفس  وبجهدٍ جهيد إلا إننا هزمناها بعد أن استبدًّ بِنا الألم واعترتنا حالة من القنوط و الضياع وتملك الجميع شعوراً بالهزيمة الساحق بقرارة الأنفس من 13يناير1986م حتى 13يناير2006م، ولمدة عقدين كاملين بالوفاء والتمام .

 

أستثمر خصوم الجنوب خلال هذين العقدين الوجه المؤلم من تاريخ الجنوب الحديث اسوأ الاستثمار وقبح الاستغلال السياسي, طال ذلك تمزيق كل عروة كانت بقيت بعد ذلك التاريخ86م وهتك كل نسيج اجتماعي جنوبي ظل يقاوم سواطير الحقد وشفرات عقلية:( هزمناكم... هزمناكم) واستطعنا وبكل ثقة ان نهزم هزيمة 86م بنصر محقق بيناير 2006م بسلاح عصري اخلاقي راقي هو أمضى الأسلحة على الإطلاق بدون منازع اسمه (سلاح التصالح والتسامح) أو (القوة الناعمة) ان شئت ان تسمها، كان ذلك النصر مستمد من صخرة الوعي الجنوبي التي تكسرت عليها أمواج تلك المساعي الخبيثة ،والذي لولاه لما قُــدّر ليوم13يناير2006م أن يولد بإشراقته تلك من رحم مرارة العناء وحنظل الغبن والتعسف، لتنبثق منه شمس جديدة توزع خيوط نورها إلى الحنايا والافئدة,لتحيل عتمة الديجور إلى نور على نور.

 

- فبعد ان أمعن الخصم القادم من هنااااك يوم7يوليو الاسود1994م بتدشينه حقبة (سبئية) بنسختها العصرية و أن كانت بجلباب وحدوي بظهيرة ذلك اليوم القائظ, وطفق من حينها سبئيو العصر بالنهب والتفيد بشكل متواز مع بث الفرقة بين أصحاب الأرض والحق, أيقظ هذا في النفوس ثورة فريدة وقابة الخُـطى,وقُـرعتْ في العقول والاذهان أجراس الرفض ونواقيس عودة الوعي واستعادة توازن الجسد الجنوبي, ليفضي بالتالي هذا الحراك النفسي والشموخ الروحي إلى قناعة راسخة مؤداها أن ثمة حاجة ملحة إلى إعادة للجنوب اعتباره ولإنسانه ثقته بنفسه، من خلال بوابة كانت قد بدأت توارب مصارعها وتشــرّع اذرعها أمام الجميع لتدشين مرحلة اليوم والمستقبل اسمها بوابة التصالح والتسامح الجنوبي التي تزداد اليوم 2017م اكثر اتساعا .

 

ولم يتخذ الجنوبيون من هذه المقولة الفاسدة :(إذا سمعت الكلمة تؤذيك، فطأطئ لها حتى تتخطاك) منطقا يثبط عزائمهم، بل ظلوا يرتقبوا ساعة الصفر التسامحي وهو يعد خطواته على رمال السنين والاعوام. حتى إذا ما أتت ظهيرة 13يناير 2006م وكانت (جمعية ردفان) بمدينة المنصورة محافظة عدن قبلة لثلة ممن حملوا على عاتقهم أحجار تأسيس مدماك (مبنى ومعنى) أسمه التصالح الجنوبي كان حينها التاريخ يطوي صفحة ويخط برأس الصفحة الجديدة عنوانا جديدا(ثقافة التصالح التسامح) .

 

فبالتسامح أو كما يطلق عليها (القوة الناعمة ) ولأن بالنفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح كما قال (جواهر نهرو)،أدرك الجميع إننا نستطيع أن نُــري الآخرين ما لدينا من كنوز وجمال في أنفسنا تجبرهم على احترامنا وهي شجرة تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات كما يقال, ونقطع إلى الأبد بإذن الله كل خيوط الوقيعة والدس التي دأب عليها الخصوم.

 

  • ( لما عفوت ولم أحقد على أحدِ ×أرحت نفسي من هم العداوات)