كانت المملكة العربية السعودية ولازالت ، أكثر من وطن فهي مهبط الوحي والرسالة وفيها ومنها اشرق نور الاسلام، ليس على الجزيرة العربية وحدها، بل على العالم بأسره، فيها مكة المكرمة قبلة الاسلام ،والمدينة المنورة، مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها المشاعر المقدسة ويحج اليها ملايين المسلمين من مشارق الارض ومغاربها ولا ينكر فضل المملكة العربية السعودية على العالمين العربي والاسلامي إلا جاحد أو حاقد، وفيها أسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الحكم على الشريعة وخلفه ابنائه وأحفاده الميامين من بعده وساروا على نهجه ووحد قبائل الجزيرة العربية كأنجح وحدة عربية في التاريخ الحديث
وقد لاحظت في الاونة الاخيرة كثرة الرسائل المتبادلة والاراء النشاز المشككة في مواقف المملكة في بعض وسائل الاتصال الاجتماعي ويبدو ان هناك طابور خامس ينشر تلك الاشاعات الهدامة والمغرضة بعد أن تردد اعتزامها اتخاذ بعض القرارات السيادية لرؤيتها للمستقبل لتوفيرفرص العمل لمواطنيها والاستغناء تدريجيا عن العمالة الأجنبية وهذا حق سيادي لها لا يقبل الجدل من أي كان .
وساتناول الشأن اليمني تحديدا في الفترة منذ اتفاقية الطائف عام 1934م واستيعابها لملايين اليمنين في اراضيها والسماح لهم بحرية العمل ثم جاءت ثورة عام 1948م ضد الإمام يحيى وفتحت اراضيها واستوعبت من قاموا بها واحتوتهم درءا للفتنة واشتعال الحروب ثم جاءت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م وتدخلت مصر في اليمن وعارضت المملكة ذلك التدخل في شؤون اليمن حتى تم التفاهم مع مصر وتمت المصالحة بين الجمهوريين والملكيين عام 1970م بعد حرب ضروس دامت 7 سنوات ساعدت اليمن وحكوماته المتعاقبة منذ ذلك الحين وحتى اليوم ودعمت اليمن الشمالي اقتصاديا وعسكريا طوال عهد الرئيس السابق علي صالح وبعد اصابته البليغة في تفجيرمسجد الرئاسة عام 2011م عالجته في أرقى مستشفياتها وأنقذته من موت محقق وسرعان ما انكر جميلها وقلب لها ظهر المجن !! وتحالف مع ايران وصنائعها الحوثيين وانقلب على اليمن وشرعيته .
وقبله صبرت على الاذى واحتملته من جمهورية اليمن الديموقراطية التي كانت تدور في فلك الشيوعية وتسببت في حرب الوديعة والاعتداء على المملكة عام 1969م !!
وفي الجنوب العربي استقبلت المملكة سلاطين الجنوب وعائلاتهم عام 1967م عندما قذف بهم الشيوعيون على حدودها وفي السبعينيات والثمانينيات استقبلت القبائل النازحة المقاومة للحكم الشيوعي في اراضيها ومنحت الاقامة لآلاف الجنوبيين الذين فروا من الحكم الشمولي القمعي في عدن وسمحت لهم بالعيش والعمل في اراضيها !!
وفي عام 1986م بعد حروب الرفاق الدامية فيما بينهم استقبلت العديد من زعامات الجبهة القومية (الحزب الاشتراكي) فيما بعد على اراضيها واستقبلت ايضا العديد من الزعامات بعد حرب عام 1994م بين الشمال والجنوب رغم الاساءات السابقة التي صدرت منهم ضدها!!!
وبعد اجتياح صنعاء والمدن اليمنية الاخرى من قبل الحوثي وصالح بالدعم الايراني التي تصدت له المملكة ونهضت ضده بعاصفة الحزم وشاركت بفلذات أكبادها في ميادين القتال مؤازرة الشعب اليمني.
ودعمت ولا زالت الشعب اليمني وقيادته الشرعية ضد الانقلاب المشبوه واستوعبت أكثر من نصف مليون يمني في اراضيها حتى اليوم وبعد هذا كله ينظر البعض منا إلى النصف الفارغ من الكاس وقد حجبت رؤيته السوداوية النصف الاخر من الكأس !!
وقد عاش البعض منا أكثر من نصف قرن في المملكة ولا زال بين اهلنا واخوتنا وكانت لنا أكثر من وطن بعد أن شردنا من بلادنا الطغاة والعملاء
وختاما اقول هل أنقرض الوفاء ياعرب اليمن بعد السمؤل ؟؟
اليس فيكم يا قوم من رجل رشيد..؟؟