إلى عزيزي الاستاذ ‘‘عباس باوزير‘‘ : مرة أخرى .. ما أشبه الليلة بالبارحة

2016-12-16 17:16
إلى عزيزي الاستاذ ‘‘عباس باوزير‘‘ : مرة أخرى .. ما أشبه الليلة بالبارحة
شبوه برس - خاص - المكلا

                                      

مرة أخرى ... حضرموت المفيدة تكشر عن أنيابها  المتوحشة القذرة (خرجوا بها برع ، بغوها مطية للصعاليك) - المؤرخ والباحث سالم فرج مفلح

 

متى نكتب سفر الخروج ؟

مذ توالت على الجنوب وحضرموت بالذات , متواليات الألم بعد ان أتت الثقافة المستوردة أكلها في جسم المجتمع الذى استغلق سره وناء بحمله , وغدت هذه المستوردات كالوحش الطاعم في الليل والنهار على كبد (الملك الضحاك) !

 

لقد أتت الاشتراكية أكلها في هذا الجسم حتى كفر الناس بالاشتراكية !

واتت القومية والعروبة أكلها حتى كفر الناس بالقومية والعروبة معا !

وأتت الثورية والحراكية أكلها حتى كاد أن يكفر الناس بالثورة والحراك !!

و هاهى الاسلاموية تأتى أكلها عياناً بياناً للناس حتى تيقن البعض (منا على الاقل ! ) أنها الى زوال ! .

 

ما قلته ليس بقصد تجديد الأحزان وإنما قصدت التحذير من الاسراف في التشاؤم , خاصة ونحن نعيش فترة مخاض تذوب فيها الحدود والفواصل بين اليأس والامل وبين التيقن والانغماس .. فالتطبيع !!

وللخروج من هذه الدوامة علينا استرجاع قيم الاصالة في المجتمع , تلك التي وسمته بعلامتها (التجارية الخاصة) وأعطت له الرمزية في النبل والقيمة ..و التفرد .

 

ولعمري ان استرجاع هذه القيمة لا يتأتى الا بالعودة الى مرتكزاتها وعمادها , ألا وهى (ثقافة الخلق والاستقامة) تلك التي أعطت لحضرموت خاصة : عنوانها وبوصلتها , لتتفرد بين مثيلاتها ببعدها الأخلاقي : سمةً ودلالةً ورمزية تفرد .

 

لقد فعلت تلك المستوردات الثقافية والاخلاقية فعلها في المجتمع , ولم تستطع (حضرموت العميقة) أن تسند موروثها لدى النشىء من ابنائها , بل فشلت أن تكون حاضنة لهم – حد قول صديقنا المفكر والباحث الاستاذ سالم فرج مفلح - , فضاع السمن في الايام العجاف ....!

 

لم يصمد المدعون بالتمسك بأهداب ( .. العميقة ) أمام طوفان هذه المستوردات الوافدة ! فانكفأؤوا انغلاقاً !! وازدادوا بعداً عن المجتمع باعتلائهم (سدرة منتهى) الهرم الأجتماعي ولم يجدوا من يعطى لهم سلم النزول ! , فتحولوا الى مجموعة منعزلة وجوقة من المنشدين في مسرح لا جمهور له .. للأسف !

 

ولأن الطبيعة تكره الفراغ , كان لابد من ملئه , ومن البديهي ان يأتي آخرون لسد هذا الفراغ ! فحضر من حضر .. مزود بمنظومة متكاملة من (أسلحة الدمار الشامل) من بنكنوت البترودولار والفتاوى الجاهزة المكفرة لمن عداهم والصالحة لمثل هكذا مواقف !!

ولأنهم أرادوها تغييراً شاملاً في بنية المجتمع كي يمكن لهم الاستمرارية والدوام , كان لابد ان يغلف المقصد بثوب من الرياء الاجتماعي والنصوص الدينية , حيث المقدس يصعب نقده ناهيك عن التشكيك فيه !

فانقاد لهم البعض ممن لم تتأصل عنده هذه (القيمة) وتتجذر , أما جهلاً او حسن نية و مقصد حد زعمه !

 

ومالأ البعض الآخر بغية الحصول على بعض المكاسب المادية التي تغدقها هذه الجماعات الجديدة والوافدة على المريدين والاتباع .. فكان لهم ما ارادوه ... لحين !!

ولان القصد دنيا لا آخرة , .... انفضح الجميع .

انفضح الجميع !!! رواداً ومريدين .... وظهرت سوءاتهم عارية على الملأ دون حتى من ورقة توت تستر مابدا من بشاعة الموقف وفظاظته .. ! ليذهل الجميع .

فهل نبدأ بكتابة سفر الخروج ؟ فالوقت قد أزف ..

*- عباس باوزير