حضرموت ومنتج بن دغر

2016-11-26 10:07

 

 قال أحمد عبيد بن دغر في بيان وزعه مكتبه على عجل مساء الجمعة الماضية : ((..علينا أن نتمسك بمشروع الدولة الاتحادية، بأقاليمها الستة ومنها إقليم حضرموت.. فهي محل إجماع الأغلبية من أبناء اليمن، وهي المنتج الرئيسي لمؤتمر الحوار الوطني، والتمسك بها هو تمسك بالوحدة اليمنية في صيغتها الجديدة العادلة ..فالدعوات التي لا تجمع بل تفرق لن تخدم حضرموت كما أنها لا تتفق مع مشروع القيادة الشرعية، ولذا أنصح الإخوة الذين يتبنون فكرة مؤتمر حضرموت الجامع، أن يجعلوه مؤتمر لإقليم حضرموت، يدعى له من يمثلون شبوة وحضرموت والمهرة، إذا رغبوا، وسقطرة)). أنتهى .

    

حين  يصدر مثل هذا التصريح من شخص كأحمد عبيد بن دغر ,وهو قبل أن يكون رئيس حكومة,  حضرمي  الهوى والهوية, اختارته القوى اليمنية بإتقان لهذه المهمة ليتحدث فيها عن هذا الموضوع أي موضوع ضرورة  أن تشرِك حضرموت معها ثلاث محافظات أخرى في الشأن الحضرمي ,فهنا تسقط أكذوبة منح حضرموت حقها بأن تحكم نفسها بنفسها وتستفيد من ثرواتها بعيدا عن سطوة المحافظات الأخرى التي هيمنت عليها خلال عقود من الزمن . ويقصدون عادة بهيمنة المحافظات الأخرى هي محافظات الجنوب منذ 1967م .

 

فهذا التوجه الذي تسلكه سلطة ما يسمى بالشرعية اليمنية التي يستحوذ عليها حزب الإصلاح تجاه الجنوب وحضرموت على وجه الخصوص لا يمكن فهمها إلا من زاويتين هما: أولاً الرغبة بفصل حضرموت عن محيطها الجنوبي التاريخي والسياسي وعن عدن بالذات ليسهل التحكم بها عن بعد أو عن قرب عبر قيادات حزبية عقائدية موالية لها . ثانياً إدخال حضرموت  وباقي الجنوب في وحدة يمنية جديدة برداء اسمه دولة اتحادية أو ما اسماه بن دغر بـــ(( الوحدة اليمنية بصيغتها العادلة ومنتج مخرجات الحوار الوطني)),لمعرفة هذه القوى  التي تتقدمها حزب الاصلاح  أن لا جنوب بدون حضرموت ولا حضرموت بدون جنوب, وعلى هذا المبدأ يتم الشغل على قدمٍ وساق. فهذه القوى ولحاجة في نفسها تقول الشيء وتعمل ضده بالشأن الجنوبي والحضرمي تحديدا. فهي في الوقت الذي تزعم انها تعطي حضرموت حقوقها المهدورة منذ عقود, فهي -أي هذه القوى- تتخوف من تفرد حضرموت  بحضرميتها وبشخصيتها الحضرمية وتبتعد عن اليمننة, أوترتخي  قبضة هذه القوى القبيلة والحزبية والعسكرية المختلفة على حضرموت ,ولهذا سيتم ربطها بتلك المحافظات الثلاث الأخرى شبوة المهرة سقطرى وبإشراف مباشر من المركز الصنعاني المقدس حتى  يكون أي نزوع حضرمي نحو الحضرمية تحت السيطرة بوجود محافظات اخرى لا تنتمي تاريخيا لحضرموت كسقطرى وشبوة, وحتى أيضا المهرة, لمعرفة هذه القوى بحساسية العلاقة بين حضرموت والمهرة, وبالتالي تظل هذه القوى تمارس مع هذه المحافظات سياسة ضرب الحجر بالحجر. ووفقا لهكذا توجه لئيم يتم سلخ حضرموت عن الجزء الغربي من الجنوب ,وفي ذات الوقت إبقائها مربوطة الى باب اليمن وحي الحصبة.

والوصفة السحرية لمثل هكذا مخطط هي الدولة الاتحادية ذات الاقاليم الستة التي تسوق لها هذه القوى- ويتم اختيار أشخاص جنوبية لهذه المهمة لتقوم بدور مباضع حادة يُشدّخ بها الجسد الجنوبي-, أو بحسب المصطلح ( البندغري) الجديد:(( مشروع القيادة الشرعية)).

 

وهل سيجدون  أفضل من بن دغر حضرمي الهوى جنوبي الانتماء ليســوّق لهم (مشروع القيادة الشرعية المدهش)  سداسي الأبعاد الذي يعني فيما يعنيه شق الجنوب قسمين وإدخاله بوحدة جديدة يبشر بها  بن دغر ضمن مشروع قيادته الشرعية أو ما أسماه  أيضا بــــ(منتج الحوار الوطني الذي أجمع عليه شعبنا اليمني)؟. لاحظوا الكم الهائل الذي تحتويه هذه العبارة الأخيرة من وقاحة ومغالطة طافحة: ( المنتج الرئيسي للحوار الوطني, والوحدة اليمنية في صيغتها العادلة).

 

فأي وحدة عادلة يقصد بها بن دغر بعد كل هذه الفظائع وهذه المآسي ؟ أي  منتج وحدوي هذا الذي يتحدث عنه هذا الرجل؟ وأي إجماع يقصده هذا الشخص؟ وهو الذي يعرف تماما كيف تم الإعداد لذلك الحوار المزعوم, وكيف تمت فيه المهازل على مرأىً ومسمع من العالم وكيف انتهى و كيف تم صياغة مشروع الستة الأقاليم خلف الكواليس المظلمة. وحتى المشروع الجنوبي اليتيم الذي شارك به فصيل مؤتمر شعب الجنوب على هزالة وضعف تلك المشاركة إلا ان رؤيته على تواضعها تم تمزيقها بوجوه أصحابها قبل ان يتم التآمر عليه وشراء بعض أعضائه المنسلخين.

 

*قفلة: لا تكن كالسيجارة يدفعون بك الفلوس فيحرقوك, ثم يدوسونك تحت أقدامهم.