رسالة لرمز الثورة وفارس الميدان حسن أحمد باعوم
صالح الجبواني
الوالد المناضل حسن أحمد باعوم المكرم
ونحن نعيش ظروفا أستثنائية وشحن نفسي وإعلامي وميداني فظيع كان لابد من الكتابة اليكم وعبركم إلى الأخوة في قيادة المجلس الأعلى للحراك السلمي الذين يحضّرون معكم للمؤتمر الأول للمجلس في 30 سبتمبر الجاري لإعتبارات من أهمها:
أنكم شخصيا ومنذ صيف 1994م تناضلون بين أوساط الناس من أجل الجنوب وخلاصة من الأحتلال العسكري لجيوش صنعاء التي دمرت وحدة 22 مايو وقامت بإعادة أنتاج الجمهورية العربية اليمنية في صورتها البشعة.
ونتيجة لهذا الموقف المبدئي والجهد السياسي والميداني تعرضتم للسجن والمرض والعوز وضحيتم بكل شي حتى الأولاد دفعتم بهم إلى ساحة النضال وكانوا جيران لكم في زانازين السجون.
وكان لنا شرف رفقتكم في تلك الأيام الأولى لغرس بذور القضية حينما كان الموقف والكلمة يكلف غاليا.
نعم أصبحتم رمزا للنضال وإيقونة للقضية ولذلك فمقامكم يحتم عليكم إنجاز عمل وطني تاريخي وليس إجتماع لمجرد أن الآخرين راهنوا على إفشالكم والتعرض لطريقكم وتريدون أثبات أنهم لا يستطيعون.. أنا ممن يؤيدون عقد المؤتمر في 30 سبتمبر الجاري لكني أضع أمامكم الملاحظات التالية:
1ـ التحضيرات للمؤتمر جرت في أجواء مشحونة وفي إعتقادي أن الوثائق وإعدادها سيتأثر بهذا الجو ولذلك وقد أسندتم إعداد الوثائق لمجموعة محدودة من الأخوة ونحن لا نشكك بقدراتهم لكن ربما لا تأتي مشخّصة للمرحلة بشكل علمي منهجي بل خطاب سياسي عمومي ولذلك لن تكون مستندا سياسيا قويا ينطلق منه المناضلون لأستكمال مهمام الخلاص والتحرير ولذلك أقترح عليكم تقسيم إعمال المؤتمر إلى دورتين، الدورة الأولى تقر مشروع الوثائق مع إعادة صياغتها بكل الملاحظات الواردة حولها وتقديمها للدورة الثانية التي أقترح عليكم أن تعقد بنهاية العام.
وخلال فتره مابين الدورتين تكلف لجنة من الخبراء والمثقفين والأكاديميين من كل مناطق الجنوب لتقوم بإعادة صياغة الوثائق الصياغة النهائية وتقدم للدورة الثانية التي ستقرها.
أقول ذلك خوفا من الخطاب السياسي الفوضوي ذلك الخطاب الذي كلفنا غاليا من 1967م حتى اليوم ومن كلفتوهم مع الأسف لا يمثلون كل الجنوب بتنوعة الجغرافي والسياسي والأجتماعي وقد تأتي الوثائق لتعكس رؤيتهم الخاصة ولا تلبي وتعكس كامل المشهد الجنوبي.
2ــ أقترح عليكم التأني في عملية أختيار قيادة المجلس وأن تؤجلون عملية الأختيار إلى الدورة الثانية للمؤتمر وفي الدورة الأولى تختارون قيادة مؤقتة للمجلس تدير إعمالة حتى الدورة الثانية. نقول لكم ذلك لظننا أن البعض ممن هم حولكم يقاتلون لعقد المؤتمر ليصلوا لموقع القيادة ومن ثم يتحكمون بدفة عمل المجلس ولا تمثل تلك القيادة الجنوب بتنوعة الجغرافي والأجتماعي والنضالي.. لأننا نرى أن محافظات عدة لا يعدوا وجودهم في المجلس غير تعبئة فراغ وأي عمل متسرع في هذا الجانب سيرفض وسيدخلنا في نفق صراع مستجد داخل مجلسكم ذاتة.
ونحن نقول لكم ذلك لأننا نرغب أن يكون مجلسكم الفصيل الأبرز على الساحة لأنكم على رأسة ولأنكم أيضا مؤتمنون على القضية التي لم تساومون عليها وقدمتم حياتكم فداء لها طوال العشرين سنة المنصرمة.
3ـ يقر المؤتمر أن المجلس أحد الفصائل الرئيسية في الحركة الوطنية الجنوبية وأحذروا أن يدفعكم البعض لأدعاء القول أنكم القوة الأوحد وأنكم الممثل الشرعي والوحيد للحراك السلمي الجنوبي لأن هذا سيعيدنا لمربع كل الشعب جبهة قومية حتى وصلنا إلى ما وصلنا الية.
4ـ في القيادة المؤقتة للمجلس التي نقترح عليكم أختيارها لأدارة عمل المجلس نرجو أن تتجنبوا توزيع مناصب لأنكم تيار نضالي وأقصد مسميات مثل النائب الأول والنائب الثاني والمستشارين وغير ذلك من المسميات الخاطئة ولذلك نقترح عليكم أن يكون إلى جانب الرئيس قيادة مؤقتة يتوزع إفرادها على دوائر عمل تحددونها وتقوم الدورة الثانية للمؤتمر برسم هيكل القيادة من قيادة المجلس حتى المديريات.
5ـ عند نهاية إعمال الدورة الأولى نقترح عليكم تشكيل لجنة برئاستكم للحوار مع الفصائل الأخرى على الساحة الجنوبية للعمل على إعداد رؤية مشتركة وقيادة تنسيق مؤقتة تجمع قادة هذه الفصائل لمواجهة الأستحقاقات التي ستقف إمام القيادات الجنوبية من المجتمع الدولي.
6ــ أرجو منكم كقائد تلتف حولة الجماهير وتلتزم التزاما أدبيا بتوجيهاتة أن توجهون خطابا للجماهير وأن يكون جوهر هذا الخطاب دعوة الجماهير وأتباع كل الفصائل ومنها أعضاء مجلسكم بالأبتعاد عن العنف والشحن الأستقطابي المقيت ويعتبر من يتجة للعنف خائنا للقضية وللجنوب يجب تحديده وعزلة ومحاسبتة.
أنكم تتحملون مسئولية إستثنائية في هذا الجانب.
كانت تلك ملاحظات رأيتها مهمة ونحن نضعها أمامكم وأمام الناس نرجو أن تتفهموا أن ما دفعنا لكتابتها اليكم هو حبنا لكم وحرصنا على نجاح إعمال مؤتمركم وأن لا يكون عملا عشوائيا مرتجلا الذي أن جاء كذلك سيؤثر على مكانتكم القيادية ونحن لا نريد لذلك أن يحدث.
وتقبلوا خالص التحية والتقدير
ولدكم/ صالح أحمد الجبواني
لندن