هذه المقولة الشعبية وسفاهة كلماتها ومعناها ورغم بذاءتها لكنها تعبير شعبي ساخر دارج ومتعارف عليه بلهجة أهلنا في ردفان الأبية ويدرك معناها بعض الجنوبيين لكثرة استخدام هذا التعبير الشعبي الساخر ولوصف ذات الشي للتندر والسخرية منه !
أول مرة أسمعها واعرف معناها ومقصدها ، عندما كنت بصنعاء وتحديدا أواخر العام ٨٧م
نقلها لي بعض الزملاء عن اول لقاء رسمي بين ممثلين عن ما كان يسمى بالطغمة الحاكمة في عدن الذي كان يراس وفدهم المناضل الكبير سعيد صالح سالم الردفاني وزير أمن الدولة رحمه الله ووفد الزمرة النازحين بالشمال برئاسة الاستاذ علي باذيب رحمه الله وكان من ضمن وفد الزمرة اللواء محمد محسن علي الردفاني مدير أمن شبوة رحمه الله هو الاخر ، وأسكنهم جميعا فسيح جناته.
وعقب توتر الحوار بين الفريقين ، كان كل فريق يكيل تهمه على الاخر الخ.
وبينما كان الاخ اللواء محمد محسن علي الردفاني من فريق الزمرة ، والمعروف بدماثة اخلاقه ونوادره الشيقة والساخرة ، كان صامتا ويحاول تهدئة الجانبين ، وجه له المناضل سعيد صالح سؤالا محرجا ، قال له باللهجه الردفانية ( وا بن محسن علي قلنا .. من هم احسن .. نحن والا انتم .. الطغمة أم الزمرة) ؟!
رد بن محسن عليه ساخرا وباللهجة الردفانية قائلا (عنها ضفعة وانقسمت نصين)!
وانفجر سعيد صالح من الضحك وقال خلاص وا عيال ايري .. بن محسن علي ، حكمها ونرفع اللقاء . . وانفضت المحادثات دون نتيجة!
نفس الوقائع والمشهد يتكرر اليوم في صنعاء وعدن ، نفس منظومة وعقلية وادوات الحكم التي سيطرت على اليمن بعد حرب ٩٤م مع بعض الاضافات التجميلية الطفيفة وانقسمت نصفين .
فريق بلطجي من المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون والدستور يهيمن على السلطة والوضع بالقوة في صنعاء وعيني عينك !
ونصفه الاخر مع بعض الجراحات التجميلية يسيطر بنفس المنطق والعقلية والأدوات على عدن والجنوب المحرر وبالقوة والبلطجة ذاتها وعيني عينك!؟
سرقوا ثورة التغيير في صنعاء وسطوا على ثورة التحرير في عدن.
ضفعة بلطجية وانقسمت نصفين .
الله يرحم بن محسن علي ورفاقه والرحمة والمغفرة لشهداء التغيير والتحرير والشهداء الأبرار أجمعين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويرفق بالبلاد والعباد شمالا وجنوبا !