أحد حصون السلطان بدر بن عبدالله ابوطويرق
في هذه القصيدة ، يخاطب الشيخ الصوفي عمر بن عبدالله بامخرمة ( أهل العطب) ، و كلمة (العطب) في لهجة اهل حضرموت تعني (الياف القطن ) البيضاء الصافية الناصعنة البياض ، و لقد استخدم الشاعر صفات القطن تلك للرمز الى اهل الدين من العلماء و القفهاء و الزهاد من اهل وادي دوعن الايمن .
في هذه القصيدة ، يحث الشاعر اولئك المخاطبين على الثورة و التمرد و أخذ ثأرهم من عدوهم و خصمهم الذي نعتقد انه السلطان بدر بن عبدالله الكثيري الملقب (ابوطويرق)-ت 977ه-
لعل اشعار الشيخ بامخرمة التحريضة هي سبب العداوة و الخصومة التي سادت بين السلطان و الشاعر ، و ادت الى تعدد حالات نفيه ، ثم وضعه تحت الاقامة الجبرية في بيته في سيئون حتى وفاته .
نعتقد ان هذه القصيدة نموذج و شهادة على الدور الثوري و النضالي الجهادي لاهل العلم الحضارمه بمختلف اتجاهاتهم ، اي مدرسة حضرموت الاسلامة و تميزها عن غيرها من المدارس .
للشاعر الصوفي : عمر بن عبدالله بامخرمة –ت 952ه
بايعين العطب شوفوا العطب في بواره
بوروه اهل ليمن و افسحوا في التجارة
قالوا ان الفوايد فيه قدها خسارة
فاعلم اهل العطب و اصعد اليهم بمارة
خذ الى اهل الخريبة و الرشيدين شارة
و اعط ذبيان من قولي خياره خياره
قل له اين انت ، وين الزعزعة و الثوارة
وين ذيك الدعاوي و العنف و الحرارة
كل ساعة و نا ساهن تجينا اشارة
من قداكم و جاعل عاد فيكم جسارة
ما نفعتوا ،و لا جار حمى دار جاره
غير جيدكم امسى محتصر في جداره
فالله الحاد للمذهب تبين عواره
خربوا منه الاعداء نايفات العمارة
فارح ارح بنا كلين يأخذ بثاره
ذا بعوده و ذا بيده و الآخر بناره
شدوا الراس شنوا غارة من بعد غارة
و ان تخلف حد كسروا بالمغارف دياره
لكم خالص التحية و التقدير و الاحترام .
*- بقلم : سالم فرج مفلح – باحث ومرخ – حضرموت