خيراً فعل البيض ونائبه الجفري حينما وقعا على وثيقة تحرير الجنوب .
نعم بالفعل هذا ما يحتاجه الجنوب في هذه المرحلة الفاصلة والتاريخية ضمن إطار الصراع الدائر والذي يرسم ويتشكل في ظله تاريخ جديد لايصنعه إلا الأحرار ، نعم أنها مرحلة تاريخية ومفصلية في هذا الوقت الذي يسبق مؤتمر الكويت والذي يسعى لإيجاد حل لأزمة اليمن بعد حرب طاحنة ويُعد صراع حربي لازال يراوح مكانه منذ أن أُعلن عن عاصفة الحزم التي عجزت عن تحرير اليمن من قبضة المخلوع والحوثي لتعود شرعية هادي ولكنها وقفت على أبواب صنعاء دون أن يتحقق الهدف النهائي.
اليوم الجنوب هو في مرحلة تاريخية فاصلة حاول بها الجنوبيون من عام 2006 م لا بل من عام 1994م وهم يناضلون سلمياً من أجل القاء اتفاقية الوحدة المشؤومة ولكن رغم كل المحاولات السلمية لم يتحقق لهم ذلك الحلم الذي يراودهم في كل لحظة من لحظات حياتهم .
أن توقيع البيض الجفري على وثيقة تمثل رأي الجنوبين بالتحرير والأستقلال هي رسالة تاريخية لمؤتمر الكويت بلاشك وعلى كل الجنوبيون أن يلتفو حولها بأي شكل من الأشكال ولا مجال لأي مناورة تستدعي تاريخ مضى لم يعد له وجود على أرض الجنوب , البيض والجفري اليوم يرسلون رسالة واضحة نيابة عن الشعب الجنوبي لمؤتمر الكويت رسالة مضمونها أن أي قفز على حق الجنوبيون في التحرير والأستقلال لن تؤدي لأمن وأستقرار لا في الشمال ولا في الجنوب ، وعلى دول الخليج وبالأخص الكويت الراعية لهذا المؤتمر فأن تطبيق القرار 2216 الأممي ليس هو فقط المعني بهذا المؤتمر ، وإنما أيضا ًعودة دولة الجنوب لموقعها في الخارطة الدولية يجب أن يكون حاضراً في مؤتمر الكويت وإلا أي قرارات ونتائج تصدر عن مؤتمر الكويت ولا تأخذ في مضمونها عودة دولة الجنوب لن يكون المؤتمر ناجحاً مهما كانت تلك النتائج ، البيض الجفري مؤكد لم ينطلقوا من فراغ وإنما أنطلقتو من رغبة شعبية جنوبية لم تعد خافية لا على ولد الشيخ المبعوث الأممي ولا عن دول التحالف وبالأخص دول الخليج التي تقف عائقاً أمام عودة دولة الجنوب والتي يعتبرونها ضمنياً وواقعاً دولة ستُسبب لهم أشكالية حقيقية تتمثل بدولة ديمقراطية مدنية ، وهذا ما لا تُريده دول الخليج في جنوبها لذلك لم يجدوا أفضل من تنصيب علي محسن الأحمر كنائب للرئيس والذي سيكون دون أدنى شك الرئيس المقبل للشرعية اليمنية لكي يخوض معارك وليس معركة من أجل أن لا يستغل الجنوب ويُصبح دولة ديمقراطية .
لذلك أُطالب الشعب الجنوبي التواق للتحرير والأستقلال أن يلتف حول ذلك التوقيع والرسالة التاريخية وأن يدعمها بكل قوة لأنها ستكون بلاشك ولا ريب هي رسالة الشعب الجنوبي لمؤتمر الكويت المزمع عقده في الثامن عشر من هذا الشهر.
فهل ستخرج مليونية داعمة لهذا التوقيع ؟
هذا ما أمله
أنور الرشيد من تونس البوعزيزي