عبد الرحمن الراشد والخصومة مع الجنوب

2016-02-04 02:11

 

قرأت للكاتب عبدالرحمن الراشد الكثير من المقالات التي تتعرض للوضع في اليمن والجنوب ليس من اليوم ولكن من حقبة صراع المعسكرين عندما ظهر في صحيفة الشرق الاوسط ككاتب ومديرا لها و كان في تلك الحقبة بالتأكيد ينحى منحى المعسكر الذي ينتمي اليه وليس في ذلك ضير فتلك هي السياسة والمصالح.

 

لكن ان يبقى عبدالرحمن الراشد متخذا موقفا فيه خصومة مع جنوب اليوم في مقالاته امام حقائق جديدة تغيرت وتتغير منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي في 2007م والذي دفع فيه مئات الشهداء والاف الجرحى وصولا الى عاصفة الحزم والتي اظهرت فيه المقاومة الجنوبية صمودا لم تقدم مثله ما نسبته عشرة في المائة كل القوى اليمنية ( الشمالية) و تحقق انتصار كبير في تحرير عدن والجزء الاكبر للجنوب وتقدمه هدية لدول التحالف التي كانت محتاجة لنصر ميداني بعد خمسة اشهر من الحرب والذي لولا التعبئة الوطنية التي لعبتها قوى الحراك الجنوبي لما ظهرت تلك المقاومة بذلك الصمود و لما دخلت قوى التحالف عدن وكذلك يجب القول انه بفضل دعمها ( التحالف) لما استطاعت المقاومة الجنوبية الصمود في ظل فارق العدة والعتاد مع قوى الاحتلال اليمني الجديد.

 

أن يظل الراشد يحمل هذا المنحى الغريب و الشاذ عن الواقع في تحليل الامور عندما يتصل الامر بما يجري في اليمن والجنوب منذ ذلك الوقت حتى اليوم فذلك اما لكون الرجل يجهل ما يجري ومن وراء مكتبه يسمع كم خبر من هنا وتعليق من هناك ليبني عليها وجهة نظره او انه يتخذ مواقفه مع سبق اصرار .

 

في مقاله الاخير حول الحرب في اليمن والجنوب بعنوان: هل غيرت الحرب خريطة القوى اليمنية على الارض بمافيه الكفاية.

وبعد سرد طويل لا يحمل أي محتوى جوهري توصل الى أن هناك ثلاث قوى على الساحة اليمنية هم الحوثوعفاشيين وانصار الشرعية وقوى اخرى صامتة واخرج اسماء لا اعرف كيف تسنى له ان يحددها وما هي مقاييسه لهذا التصنيف ليقول هناك (الطرف اليمني الثالث» قيادات يمينية اعتزلت الأزمة تستطيع أن تكون جسرًا بين الأطراف المختلفة، هناك اللواء حسين المسوري (أحد الهاربين من صنعاء في حصار السبعين الشهير)، رئيس الأركان السابق، وأحمد صوفان، نائب رئيس الوزراء السابق، والوزير السابق محمد الطيب، وبالطبع السفير النعمان، وآخرون.

 

متناسيا ان هولاء جميعا شخصيات ثانوية وكلهم خدموا المخلوع وكانوا جزء من أدوات حكمه خلال فترات مختلفة وليسوا ممن يعتبرون قيادات اساسية حتى عندما كانوا تحت قيادة المخلوع ولا يعرفهم اكثر من 95% من الشعب.

 

ما يثير الاستغراب اننا لم نقرأ من كاتب بحجم الراشد تحليلا عميقا يعتمد على حقائق سياسية وميدانية وحتى اجتماعية لما جرى ويجري الان في اليمن والجنوب, وهنا نقول له نعم لقد تغيرت المعادلة وظهرت قوى جديدة وتراجعت قوى كان عبدالرحمن الراشد يراهن عليها. ومن هذه القوى الجديدة الصاعدة هي المقاومة الجنوبية بما تمثله فهي اليوم اصبحت قوة لا يمكن تمرير اي مخارج سياسية للازمة في اليمن والجنوب الا عبرها وهذه الحقيقة التي اعتقد أن الراشد لم يستوعبها بعد لأنه لا يريد ان يقتنع بذلك اما لمجرد ان اسمها المقاومة الجنوبية أو أنه يبحث عن قوى اخرى يرتبط بها.