ساهموا في إنقاذ حضرموت

2016-01-24 00:42

 

عشرات الرسائل تلقيتها خلال الأيام المنصرمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يشكو فيها مرسلوها المرارة مما تعانيه مدينة المكلا وبعض مناطق حضرموت من انتشار وبائي لحمى الضنك.

ويعزز هذا ما تنشره الكثير من وسائل الإعلام الموثوق بها عن استفحال الوباء وعدم قدرة الأهالي على مواجهته في ظل غياب الدولة واضمحلال مؤسساتها وحضور المجاميع المسلحة المنفلتة من عقالها وصمت عشرات الألوية العسكرية الجاثمة فوق صدور أبناء حضرموت، التي لا نعلم من تتبع وأي أوامر تنفذ ولأي قيادة تمتثل.

 

لا ينقص حضرموت الكفاءات العلمية فمستشفيات حضرموت وجامعتها تعج بالآلاف من الأطباء وطلاب العلوم الطبية وعمال الخدمات الطبية، من ممرضين ومساعدي أطباء وصيادلة وفنيي مختبرات وغيرهم، لكن هؤلاء يفتقرون لأمرين مهمين: المال الذي يغطي نفقات الأدوية ووسائل العلاج والتشخيص وتجهيز مرافق الاستشفاء والعناية المرافقة بالمرضى، والدولة التي يفترض أن تتحمل مسؤوليتها في إدارة الشأن العام ومنه الخدمة الطبية ومقاومة الأوبئة وعلى رأسها اليوم وباء حمى الضنك.

 

لا يستطيع فاعلو الخير أن يصنعوا دولة لمن يطالب ببناء دولة بعد أن غدت العصابات المسلحة هي صاحبة القول الفصل في حياة أبناء الجنوب، لكن فاعلي الخير يستطيعون أن يقدموا المال الذي به يمكن شراء الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية ورعاية المرضى وما يقتضيه كل هذا من رعاية وإدارة.

إنني أتوجه ومن خلال هذا المنشور إلى كل فاعلي الخير من كل مكان من المقتدرين على الإسراع في تقديم الدعم الممكن لإنقاذ مدينة المكلا وكل حضرموت من هذا الوباء الفتاك الذي قد يتحول انتشاره وخروجه عن السيطرة إلى كارثة تعم كل المنطقة.

 

حضرموت أعطت الكثير لهذا البلد وقدمت كل الخير لكل البلدان المحيطة وربما لكل العالم وهي تستحق أن نبذل من أجلها اليوم القليل من المال والجهد لرد البعض من الجمائل التي لها علينا، فتداعوا يا أصحاب الضمائر الحية والنخوة الأصيلة لإقامة حملة إنقاذ المكلا وحضرموت من وباء حمى الضنك بغض النظر إن كان المتبرعون ممن أبناء حضرموت أو من خارجها ففعل الخير لا يعرف الجغرافيا ولا يعترف بالحدود وجزى الله فاعلي الخير خيرا.