بسم الله الرحمن الرحيم
تحل ذكرى التصالح والتسامح .التي تسامى بمبادئها شعبنا بلسما لمدواة جروج دامية وطنية وسياسية عملت شروخا غائرة ضربته باحداثها في عمقه فخلقت احن وثارات لم يجد المجتمع ذو الخلفية العشائرية / القبلية لها علاجات او نظائر في الفقه العشائري الذي ظل تاريخيا يدير هذه المنطقة على خلفية سياسية انقسامية فجاءته احداث عن خلفية سياسية لم يألفها حتى يؤصل لها في فقهه .
بالتصالح والتسامح تجاوز الجنوبيون الثارات السياسية وحققوا به عودة للوعي بالهوية الوطنية بعد تغييب لوعيهم الوطني حقنتهم به قوى ما قبل التسامح وكذا حرموا أعداءهم من استثمار الماضي المؤلم وتوظيفه ليسحقوا به الجنوبيين بعضهم ببعض وخرجوا في حراك سلمي دشنوا به مرحلة وطنية جديدة على طريق استعادة هويتهم وتحريرهم وتحقيق استقلالهم وبناء دولتهم ثم جسدوا ذلك بملاحم مقاومتهم للغزو الحوثعفاشي .
وعلى الجانب الآخر .. عمليا ماذا انجزت النخب ؟؟
لم يطلب منهم الشعب الاعتذار عن الماضي وآثامه بل جعل منهم رموز ونخب مرة اخرى ليقودوا الشعب في تحقيق التصالح والتسامح لا ليعيدوا انتاج ماضيهم بثوب مختلف لكنهم للاسف حولوه مجرد صور وشعارات قد لا اقول - تأدبا -انها لاستغفال هذا الشعب لكنها بالتأكيد للتحكم بمشاعره واستخدام المناسبة للتبييض السياسي وهذا مانراه في التصريحات والمقابلات والبيانات فالتصالح والتسامح على الجانب السياسي والنخبوي يعني ان تقبل الاخر المختلف معك سياسيا ليس وطنيا وتبني مشروعا سياسيا معه لكنا نجد العكس. فالبعض منهم مازال يقبل المختلف معه وطنيا ويريد ان يبني مشروعا معه ولا يقبل المختلف السياسي الجنوبي .
وللاسف ايضا لم يترجموا كيفية فهم الاخر بشكل صحيح في السلوك السياسي لكي تتأسس مستقبلا تجربة فيها شفافية هذا المعيار لم يتحقق بل تحقق بديل عنه " تفريخ الواحد السياسي " ليعطي هذا التفريخ ايهام بالتعدد وانه الاخر المختلف وهذا شكل لاستنساخ الشمولية بالتفريخ .للعلم فتعدد التفريخ مثله مثل الحمل الكاذب لايدل على خصوبة بل على علة وعقم وكذا التفريخ السياسي لايدل على خصوبة سياسية بل يدل على خلل وعلة وجفاف وعقم سياسي وعدم قبول الاخر !!حيث انهم وبعد مرور عقد من التصالح والتسامح لم ينجزوا تعريفا موحدا للقضية وهل قضيتنا وطنية ام سياسية ؟
مع وجود معيار واضح في مبدأ التصالح والتسامح يؤكد على طي صفحة الماضي لان الماضي يعرف قضيتنا بانها سياسية وهذا الطي يعني ان نطويها بفكرها وكذا ادواتها السياسية وتحالفاتها ومصطلحاتها وتعريفاتها
واذا لم يكن التصالح والتسامح هكذا فماذا يكون ؟ هل الهدف ان نتسامح فقط عن الدماء ونغفر للسياسة التي سببت اراقتها والادوات والمصطلحات والتحالفات السياسية التي تمت تحت مظلتها؟
لا اعتقد ذلك فالجنوبيون تخلو عن الاعتذار وعن قانون العدالة الانتقالية توحيدا لكل الطاقات في مواجهة الاحتلال وليس لاجل تنشيطها واعادتها بثوب وتفريخ جديدين فتطبيقات التسامح سبقتنا بها شعوب ودول ولها معاييرها والياتها
فهل حققت النخب ذلك ؟
طبعا ..لا لم تحقق الحد الادنى
بعد مرور عقد مازالت النخب لم تتفق على تعريف للقضية
هل هي قضية سياسية ام قضية وطنية ؟
ولم تحدد ماذا يعني ارث الماضي الذي يعالجه التصالح والتسامح ؟ وهل التصالح والتسامح مجرد شعار ومناسبة نحتفل بها ام هو مبدا وله منظومات تنطلق عنه ؟
بعد مرور قرابة عقد يتكرر نفس الخطاب من النخب ما يؤكد انها لاترى في التصالح والتسامح مبدا يؤسس لمنظومة سياسية مستقبلية بل تراه اعادة انتاج للماضي بشكل آخر وانه مجرد صورة لتحريك الجماهير ولتبييضها وهذه انانية سياسية تتعارض والتصالح والتسامح تؤكد انها مازالت ترى الحراك عبارة عن قطاعات تستغل عواطفها بينما مسلكها السياسي مختلف ومازالت عمليا واستقطابيا لا تنظر له بانه حركة ثورية وطنية ينبغي اعدادها من اجل الوطن بل يتعاملون معه بانه مادة خام للاستقطاب والاستقواء وتوظيفه لسحق الآخر الجنوبي او محاصرته او اضعافه وهذا يتعارض ومبدأ رئيسي من مبادى التصالح والتسامح يلزم بقبول الاخر المختلف معه ليس قبول فقط بل يوجب عليك. انشاء مشروع معه
ان السيطرة على الارض ضرورة وكذا السيطرة على الادارات والمؤسسات لكن هذه هي العربة اما الحصان فلم تضعه النخب حتى الان قبل العربة
*- بقلم صالح علي الدويل باراس – ناشط سياسي وكاتب صحفي