تعقيب الشيخ السلفي محمود الجمل علی مقال الشيخ هاني بن بريك الأخير

2015-12-18 15:00
تعقيب الشيخ السلفي محمود الجمل علی مقال الشيخ هاني بن بريك الأخير
شبوه برس - خاص - عدن

 

كتب الشيخ المجاهد هاني بن بريك على صفحته مقالاً طويلًا تبدو من خلاله قناعته بقدوم الدولة الجنوبية، ولكن ما استوقفني في المقال هي نظرة الشيخ حفظه الله للحراك الجنوبي بعين شمالية، واعتبر أن المقاومة ليست من نتائج الحراك وهو الأمر الذي ينطبق فقط على الإخوة السلفيين لأنهم كانوا المعارض الأول للحراك السلمي ماقبل الحرب لكن تغيرت الأمور ووقعت الحرب وتغير الموقف السلفي وأغلبيتهم العظمى تؤيد فك الارتباط ليأسهم من مقاومة شمالية حقيقية وكذلك لما حدث من سلفيي الشمال بتوقيعهم اتفاقيات صلح مع الحوثي كل ذلك أدى إلى تغير استراتيجية سلفيي الجنوب في التعامل مع الحدث بإيجابية وبما يتوافق مع طموحات الشعب الجنوبي، لكن الذي ينبغي للسلفيين أن يعرفوه هو أن كثيرًا من قادة الحراك ومؤسسيه إنما كان تأسيسهم للحراك ناتجًا عن ظلم وتعبيرا منهم عن عدم الرضى بفساد الوحدة ومنذ انطلاقة الحراك إلى يومنا هذا قدم الحراك من خيرة شبابه نحسبهم شهداء ولانزكي على الله أحدا وكثير من قيادته قدموا أرواحهم فداء لقضيتهم، وهذا إنما يعبر عن صدقهم وثبات موقفهم ولا يحملنا اختلافنا مع بعضهمم على بخسهم حقهم، فقد كانوا يستطيعون يسرقون مع من سرق وينهبون مع من نهب وقد فتحت لهم الابواب لذلك في صنعاء ولكنهم خرجوا من صنعاء رافضين لمنهج الفساد وحدثت الحرب وشردوا وطرودا وهاهم اليوم خارج الوطن من عقود ولك ان تتصور من ابعد عن وطنه قسرا ولو لليلة فكيف بسنين.

 

الآن وقد توحد الجنوبيون وكشف الستار عن نوايا الأحزاب والجماعات الشمالية فينبغي لنا أن نقرب بعضنا من بعض لانبخس أحدا حقه فالسلفيون كانوا من أوائل الناس في الجبهات والمقاومة ولكنهم لم يكونوا الوحيدين فيها فالمقاومة هي ليست لحزب ولا لجماعة إنما هي للشعب الجنوبي، والحراك الجنوبي هو من حمل القضية الجنوبية من أول يوم، ولولا الله ثم الحراك ماتحرك لليمن ساكن، فالحراك الجنوبي رقم صعب وفعال.

 

فنقول للسلفيين أنتم جزء من الوطن وأنتم أحبابنا وإخواننا ولو حصل أن سفيهًا غمطكم حقكم فلايفسد للود قضية فالجنوبيون اليوم قد توحدوا لبناء وطنهم وتثبيت أمنه، والمطلوب من كل فصيل ومكون أن يقدم مشروعه في خدمة الوطن ويقدم كوادره القادرين على إدارة البلاد ولن يقصى أحد أبدا، وليس من الحكمة أن نعتذر عن الظهور خوفًا من أن نصنف كدواعش وقاعدة ثم نريد من الآخرين إقامة دولة بحسب منظورنا شرط أن لانكون نحن في الصورة، هذا طبعا من الصعب أن يكون، لأن كل مكون وكل فصيل له ايدلوجية واستراتيجية لخدمة الوطن، فإذا كنا حريصين على أمن ووحدة الجنوب فلنترك الخلافات والتنابز والمزايدة بعضنا على بعض وكل فصيل يقدم كوادره وقادته ليشاركوا في بناء الوطن، واتركونا من "سيمفونية" أنا فعلت وفعلت، إدارة البلد ليست كالحرب الحرب لها رجالها وليس كل من قاتل وجاهد يستطيع قيادة البلد في السلم، والعالم اليوم طبقات ونحن في ذيلها ولن يتعامل معنا أحد حتى أشقاؤنا الخليجيون إذا ما ظهرنا بمظهر غير مدني وغير حضاري وبالله التوفيق.