وجه المفكر الاسلامي والداعية المعروف السيد الحبيب أبوبكر العدني بن علي المشهور كلمة موجزة بمناسبة حلول العام الهجري الجديد تلقى "شبوه برس" نسخة منها ويعيد نشرها وجاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
ونَحْمَدُه على ما تكرم به علينا وأنعم ، حتى أَدْرَكْنَا بفضله وكرمه ختامَ العام الهجري 1436 ومطلعَ العام الهجري 1437 ، ومثلُ هذه النعمة تستحق الشكر ، فما نحن الا بضاعةُ فناءٍ نعيش في هذا العالم تحت قَدَرِ المشيئة ينتظر كلٌّ منا دورَه المحتوم في اليوم المعلوم . وأصل التفاؤل في الدين : الفرحُ بطول العمر في طاعة الله ورضاه وتوفيقه للعبد كي يستقيم في محراب الخدمة لدعوة السلام ، التي جاء بها خير الأنام ، والسلام اسمٌ من أسماء الله ، أنزله في العالم الكوني لتجسيد مراده الحتمي في الخليقة . سبحانه جعل الأمورَ قائمةً على حكمة تجاذب الأضداد ، ولذلك خلق الشيطان من مارج من نار ، ليقيم ميزان المعادلة بين أهل الخير وأهل الشر ، وما مسيرة كل عام إلا تحقيق لأحد المسارين ، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خلق له. فلنتوجهْ إلى الله أن يجعلَنا ممن اختاره لتحقيق مسار الخير عِلماً وعَملاً ظاهراً وباطناً ، وأن يشغَلَنا بذكره إذا انشغل الناسُ بذكر الأحداث ، والتنافس على الدنيا وما عليها من زينة ومظهر وأثاث. اللهم آمين. ونسأله تعالى رفع ثائرة الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فقد بلغ الأمر الموعود منتهاه ، واستغرق الهرج والمرج كل مظاهر الحياة ، حتى غدا الذمُّ سلوكاً ، والدمُ أملاً وغايةً ، وشواهدُ الحال تغني عن المقال ، وما لها إلا كاشف الضر سبحانه.. فعسى وعسى. ويليق بنا في ختام القول تكرارُ التهنئة بالعام الجديد ، وبعمر صالح مديد ، يدنو به كلُّ منتظَر بعيد ، ويرزقنا الأدب مع مجريات أمره من خيره وشره ، فالأمر منه وإليه ، وما توكلنا إلا عليه ، وبه سبحانه وتعالى نستمطر مما لديه ، فهو أهل العطاء الواسع ، والفيض الجامع ، والمزن الهاطل الهامع ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
*- ابوبكر العدني ابن علي المشهور 1 غرة محرم 1437هـ