استغرب السفير والسياسي اليمني مصطفى أحمد نعمان ماجاء على لسان حميد الأحمر من مزاعم بشأن الاستاذ أحمد نعمان بكونه مثالا لتعالي المثقفين على القبيلة , باعتبار ان حميد كان صغيرا جدا أثناء مرحلة النضال الوطني التي قال انه قادها رجال بدافع وطني بحت لا بغرض الوصول إلى سلطة أو جاه أو مال .. وفيما كان حميد قد ذكر في معرض حديثه مع مروان الغفوري والذي نشره مؤخرا ودلل فيه الأول على تعالي المثقفين بالقول (أنتم ظلمتم القبيلة وتعاليتم عليها كما فعل النعمان ورفاقه. تعالوا عليها وهي قاتلت معهم ) ..
قال مصطفى في تصريح صحفي تعودنا من حميد ولم نعلق على تناوله وتحليله لكثير من القضايا ذات البعد الوطني وبالذات مالها علاقة بفترات النضال ضد الإمامة بناء على منظور ذاتي خاص حيث يجعلها حكرا عليه وعلى أسرته وقبيلته .
وأضاف ربما يعرف الكثير عن حميد زلات لسانه الكثيرة بدء من انكاره حق المواطنة لغير القبيلي ثم توصيفه لمصدر الثروة التي اكتنزها لنفسه باعتبارها نتاج جهد لنشاط تجاري بدء من (صندقة ) إلا انه وفي حديثه مع الطبيب القاص المبدع الدكتور الصديق مروان الغفوري بدأ وكأنه يخرج مخزون من الغل المغلف بالانتقاص ضد المثقفين وتعز ربما باعتبارها المخزون الجهوي لهؤلاء والذي وصفهم بالمتعالين على القبيلة ..
وأبان : انه ومن ذهنية كهذه يتحدث عن الأستاذ النعمان متجاوزا لما يقتضيه الاحترام لعمره وتأريخه وكونه صار في ذمة الله باعتباره فقط رمزا للمثقفين المتعاليين موجها له تهمة ليست جديدة بكونه ضد القبيلة ووضعه في خانة الاتهام مع طبقة المثقفين الذي يعدون من أنزه وأشرف طبقات المجتمعات التي تحترم ابناءها واسترسل نجل النعمان موجها حديثه لحميد: الذي تذكره يعرف اليمنيون المنصفون منهم وهم الأغلبية من القبائل وغيرهم ماذا قدم لوطنه وماذا دفع وأسرته دون انتظار لصفقات مالية وانتزاع أراضى من الغير ولم يستول على منزل بل مات خارج وطنه الذي اختزلته أنت وأسرتك باسم قبيلتك.
وذكر بمن قدموا حياتهم من اقرباء الأستاذ قائلا : في ١٩٤٨ اعدم الإمام احمد رحمه الله عمه عبدالوهاب نعمان في حجة، وفي ١٩٦٢ استشهد اخيه الأكبر الشيخ علي محمد نعمان بلغم ارضي في بداية الثورة في حرض، (استشهد حفيده عمار عبدالجبار علي نعمان قبل أسبوعين بلغم في مأرب) واغتيل نجله محمد بعد حركة يونيو ٧٤ التي سلمها والد حميد الى العسكر، وتشردت أسرة النعمان وحرمت من كل موقع رئيسي في الدولة بينما حميد وأسرته وممن يرضون عنهم من قبيلته ينعمون بكل مزايا الشركاء في الحكم وكان إخوانا له في الحرس الخاص للرئيس السابق وإخوانا اخرين في مجلس النواب، ناهيك عن توالي الصفقات التي منحت له من شركة الاتصالات الى محطات الكهرباء وحقول النفط ولم تتوقف كل هذه الامتيازات الممنوحة عند هذا بل وصلت الى شراء باطل أخلاقيا وقانونيا لمنزل واحد من اعظم رجالات اليمن الاستاذ علي سالم البيض.
وأردف مصطفى : لن اذكر الأخ حميد بما قاله في حق حكام خليجيين كان لهم فضل عليه وعلى أسرته وعلى قبيلته فذلك امر يعود إليهم ولكنني لن اقبل ان يتطاول على إنسان مات مشردا حزينا بعد ان بلغت وقاحة الحكام ووالده الراحل واحد منهم ان ينتزعوا جنسيته اليمنية عقابا له على دعوته الى حفظ دماء اليمنيين ووقف احترابهم، وظل يقاوم كل مغرياتهم وفسادهم وإنانيتهم. وختم تصريحه للوسط بالقول : لقد كان حريا بالأخ حميد ان يصمت حتى ينسى اليمنيون ومن ضمنهم المثقفين سيرة حياته التي لن تسره إعادة فتحها.