رغم طول مدة الحرب غير المتكافئة وقوة الضربات الجوية المتلاحقة استطاع الرئيس المخلوع والحوثي الذين أصبحوا مشردين من موقع إلى آخر ومن ملجأ إلى آخر كونهم وقوات إتباعهم ملاحقين وتحت نيران القصف الجوي لدول التحالف على مدار الساعة .. أن يثبت وإتباعه قدرة عالية في مدى تشبثهم وتمسكهم بالاراضي والمؤسسات التي يسيطرون عليها وكشف عن امتلاكه (سيطرة قيادية محكمة) في إدارة الأزمة والمعركة .. وأن لديه قدرة عالية من الدقة والسيطرة والتنظيم القيادي العسكري والقتالي , رغم كل تلك الظروف ما يجعله يمتلك مساحة واسعة من المناورة السياسية وإطالة أمد المعركة .
بينما الحكومة الشرعية التي تمتلك مجالا واسعا من الدعم والتأييد والإسناد اللوجستي الإقليمي والدولي وأصبحت تمتلك أرضية واسعة من المناورة السياسية والتكتيك القتالي في إدارة الأزمة والمعركة ولديها عاصمة مجهزة ومتكاملة ومحررة وتحت سيطرتها عبر المقاومة الجنوبية وتلاحم الشعب الجنوبي والمقاومة الجنوبية لكنها أي (الحكومة الشرعية) ومنذ قرابة ثلاثة أشهر من عودتها عقب تحرير عدن فشلت في تنظيم وتفعيل إدارتها للازمة وقيادتها للازمة والمعركة .. لم تفرض أي وجود أمني أو سيطرة أمنية ولو في مقر من مقرات الشرطة المعروفة في عدن ولم تفلح حتى في بناء معسكر واحد لأي من الألوية العسكرية التابعة للمقاومة الجنوبية ولم توفي بعلاج الجرحى أو بتوفير الغاز والبنزين وإمدادات الكهرباء أو دفع معاشات المقاومة الجنوبية التي توعد بها منذ سبعة أشهر .
هذا الفشل الذريع الذي تعاني منه حكومة (الشرعية) المتقوقعة في فندق القصر .. وصل حد العجز عن حماية نفسها ومقر أقامتها .. وما هو أسوأ من ذلك ما كشفته في بياناتها وتصريحاتها المتناقضة عن تحديد ونوعية كارثة تعرض مقرها الرئاسي الوحيد في عدن واهم مواقع حساسة أخرى لما جرى من هجوم صاروخي أو انتحاري مباغت ومركز من قبل قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثي.؟
حذرنا في مقالات سابقة من أن الرئيس هادي اذا لم يتدارك الانفلات الأمني والإداري في عدن قد يخسر نصر لم يتوقعه !
وهذا ما لا نتمناه !