كلما نحاول ان نقترب من كيفية الوصول بالجنوب الى طريق الخلاص في كل مفصل تاريخي ما , تنتصب امامنا ما يسميهم البعض القيادات السياسية (بقايا حكم الاشتراكي) التي تخرج تاريخها الاسود ليلقي ظلاله على حاضر ومستقبل أجيال من أبناء الجنوب سلمتهم هذه القيادات القومية الماركسية لحكام صنعاء ضمن صفقة بيع الوطن الجنوبي وأداته مشروع اليمننة الذي تبنته الجبهة القومية في ستينيات القرن الماضي ليشردوهم داخل وخارج اوطانهم.
عندما يجري النقاش اين هي ادواتكم السياسية التي يمكنها ان تقود أي عمل سياسي وتفاوضي حول الجنوب نقف عاجزين عن الاجابة نظرا لان كثير من شباب ونخب المجتمع الجنوبي ربطت نفسها بهذه القيادات المتهالكة واصبحت تابعة لها ومجرد ادوات في خدمة هذه القيادات التي لم يعد لها في مستقبل الجنوب الا ابقاء انفسهم في الصورة استجابة لفانتازيا مرضية يعانون منها أدمنوا عليها في فترة حكمهم
إن الذين يعتقدون ان قيادات مثل علي ناصر والبيض وحيدر هم مستقبل الجنوب , فلن يكون هذا المستقبل قريب التحقيق في ظل قيادات تعيش ماضيها وتفاخر بتدمير الجنوب بعد أن استلمت دولة حديثة بمقاييس الزمن في الستينيات لتحوله الى فريسة لصراعاتها المتخلفة.
اليوم إذا أراد الجنوبيون السير نحو المستقبل ما عليهم إلا البحث عن قيادات لم تتلوث أياديها ولا تاريخها لا بالدماء ولا الفشل الذي صبغ تاريخ هؤلاء القادة, مالم لن يستمع لنا احد ولن يثق فينا احد لا داخليا ولا خارجيا طالما ظلت هذه القيادات هي من تتصدر المشهد السياسي الجنوبي.