نايف ‘‘ بان كي مون‘‘ البكري

2015-08-31 12:34
نايف ‘‘ بان كي مون‘‘ البكري
شبوة برس- خاص - عدن

 

كل خبرته لا تتجاوز توزيع "المعونات" الخيريّة، وهي بالمناسبة المهنة الوحيدة وأقصى ما يُمكن لإصلاحي – إخواني من كفاءة إداريّة أن يحوز عليها.

 

البكري شخصٌ طيب، نعم هو طيب وخلوق، هذا أمرٌ يشهد له به الجميع، العدو قبل الصديق، ومن الجميلٌ هنا العثور على خليفة لـ"علي مرحبا" جديد، الشفرة الخاصة بالرئيس السابق علي ناصر محمد والتي كانت تُقال على سبيل النقد، بينما كانت في الحقيقة أفضل شفرة من نوعها على الإطلاق في تلك الحقبة المريرة.

 

واليوم علينا أن نفرح وتتهلل اساريرنا، فقد بات لدينا "نايف مرحبا" أو "البكري مرحبا" جديد ومطور، حتى أنه يُذكرك بالتلفون الصيني متعدد الشرائح.

لكن بالطبع هُنالك شريحة ثابتة، شريحة أساسيّة، شريحة متسيدة، حتى أن التلفون ، قصدي البكري، لا يستطيع العمل وتفعيل خدمته بدونها..الشريحة الأم.

 

صاحبنا كل يوم يَعقد مائة اجتماع، ‘‘بان كي مون‘‘ أثناء جلوسه كله كأمين عام للأمم المتحدة لم يّصِل بعدد اجتماعاته العدد الذي وصله البكري خلال شهر من تقلده منصب المحافظ، حتى باتت نصف الصور التي تُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة مأخوذة عن اجتماعات السيد المحافظ.

 

وليس المشكلة في الاجتماعات ولقاء كل من هب ودب كعلامة على التواضع، ولكن غالبية الوجوه التي نُشاهدها في الصور وهي مُتحلقة بجانب البكري قد داومت الجلوس على طاولات كل المحافظين السابقين، وظهرت في كل اجتماعاتهم، غالبية هذه الوجوه نعرف مدى براعتها في بيع الكلام، الكلام فقط،، ومع ذلك يواصل البكري اجتماعاته بهم كل يوم، كأنهم زبدة الزبد، حتى بتُ أشفق عليه من تلك الجدية والوجوم التي يظهر بهما أثناء استماعه إلى هدرتهم الفارغة.

 

وطبعاً هذا أخر ما تحتاجه عدن في هذه الفترة العصبية، حيث القضايا والمشاكل تتلاطم كجبالٍ من الموج.

 

فالمدينة تغرق في فوضى أمنيّة خطيرة ، تنتشر البلطجة والسلوكيات والقتل والاغتيالات والبسط والنهب، والبكري يعقد في اليوم الواحد مائة أجتماع.

 

يالها من مسخرة!

 

واليوم ختمتهايا بكري.

قُتل أمس واحدٌ من خيرة رجال الأمن في عدن، ونحن عندما نقول "رجل أمن" في عدن هذه الأيام، فنحن نعني شخصاً أهم في مهامه ووجوده من رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس وزرائه وحكومتهم الشاردة.

 

رجل الأمن بات عملة صعبة، وعندما يكون كادر كبير، فهو أهم رأسمال مال لهذه المدينة خلال هذه الفترة، والتي يبدو أن حكومة الشريعة عازمة على تركها على قارعة طريق الدواعش والبلطجية والفوضى.

أسألك هُنا عن ن المستفيد من كل ذلك يا "بكري مرحبا"؟ وأنت غارقٌ في نشاطات إعلامية بهلوانيّة ؟

 

صحفيٌّ مقرّبٌ ممن كرمتهم اليوم باسم عدن أرجع حادثة اغتيال "مدير العمليات" في عدن كرد فعلٍ (انتقامي) على تكون "جيش" موالي للحراك.

 

النّاس ستُنظِّف شوارعها يا بكري، ويبدو أنه لم يَعُد أمامهم من أمرٍ أو مهمةٍ أو شغلةٍ سوى التنظيف.

 

* أمين اليافعي