أم الشهيد نجيب المكتلي تفتح ملفات الشهداء

كنت في مكتبة الرافدين - طور الباحة حين أخبرني أحدهم إن إمرأة كبيرة في السن تبحث عنك في الخارج .. وحين خرجت وجدتها واقفة يكسو وجهها الهيبة والوقار .. فقلت لها : أمي ماذا تريدين ؟ قالت : حقوق ولدي الشهيد نجيب المكتلي .. فصدمت وتلعثمت لا ادري كيف أجيب عن سؤالها الذي هد كل قدراتي وبلاغتي .. فأنا أقف الآن صغيراً في حضرة الكبار .. وحين يحضر الكبار يتوارى أمثالي بعيداً .. ويخفت صوته وينصت بلا حراك .. فدماء الشهداء وحدها فقط من ترسم الحدود الفاصلة للمجد والشموخ .

كل المفردات التي سننتقيها لتصف هذه الأم المحتسبة الصابرة في فقد وليدها الذي أستشهد في مطار عدن وهو يدافع عن الوطن والكرامة لن تفيها حقها فهي ستبقى بإيمانها وثباتها أكبر وارفع من كل الكلمات وكل السطور والمؤلفات .

كم أنت كبيرة أيتها الأم الجنوبية وانت تقفين بعزة وشموخ رامية وراء ظهرك كل الألام والجراح .. فالوطن كما قلتي بأنفة وكبرياء يستحق كل التضحيات .. وأنا فخورة بإبني لأنه ما استكان وما تخاذل ووقف وقفة الرجال الأفذاذ وهو ممتطياً دبابته في ساحة المواجهة حتى لقي الله شهيداً .

تحدثنا هذه الأم العظيمة وعيناها غارقتان في سيل من الدموع عن ولدها الشهيد نجيب سعيد علي المكتلي - إبن منطقة شعب - الصبيحة - طور الباحة واصفة إياه بإنه كان الوحيد الذي يقوم على رعايتها وتفقد أحوالها وقضاء شؤونها .. وبكلمات موجزة مؤمنة بقضاء الله وقدره متقبلة ذلك بالحمد والشكر على مشيئته .. وتدعو الله أن يتقبله شهيداً ويسكنه جنات الفردوس .

وبينت الام إن ابنها قبل إلتحاقه بالمقاومة في عدن كان يعمل بالقطاع الخاص لإعالة إسرته الذين لاعائل لهم بعده .

ومن خلالنا أرادت إيصال رسالتها المعجونة بالأسى والدموع لقيادة المقاومة الجنوبية وخاصة جبهة مطار عدن للضيم الذي لحق بها جراء الإهمال وعدم مراعاة حالتها وهي في عمرها هذا .. ودعتهم أن يقدموا لها حقوق إبنها الشهيد ، واعادة سلاحه وبطائقه الشخصية إليها لتتأسى بهم بعد رحيله عنها .. وإن لا يتم تجاهل معاناتها وأسرته فهم لم يتلقوا أي إهتمام من أي جهة كانت حتى اليوم .

وقالت بألم .. لم يسأل عني أحد .. لم يتصل بي أحد .. ولم يواسيني في استشهاد ولدي أحد .. وليس لي غير الله أناجيه أن يمد لنا يد العون ويمنحنا الصبر والثبات .

ومازالت تسأل بحسرة أين هي حقوق ولدي ؟

ونحن بدورنا في قيادة المقاومة الجنوبية في طور الباحة نحيل السؤال الى قيادة جبهة مطار عدن ، وقيادة المنطقة الرابعة أين هي حقوق ولدها الشهيد ؟ واين هي حقوق كل الشهداء والجرحى فأسرهم ينتظرون رعايتكم بعد أن قدموا فلذات أكبادهم للدفاع عن حياظ الوطن من برابرة الألفية الثالثة القادمين من كهوف اليمن .. ننتظر إجابتكم واقعاً يعيد البسمة للوجوه التي كساها الحزن والألم ..

ودمتم .

هذا موجز الحديث - بتصرف - الذي أدلت به لنا أم شهيدنا البطل نجيب المكتلي .. راجية منا إيصاله الى الجهات المعنية في المقاومة الجنوبية .. ونحن قد ألتزمنا لها بذلك أن يصل بأعلى صوت وبكل الطرق .. فدماء الشهداء وأسرهم أمانة في أعناقنا .. ولن نخذلهم أبداً .

د.محمد الزعوري

الناطق الرسمي للمقاومة الجنوبية في الصبيحة